دعا مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الكتاب والناشرين إلى الدفاع عن الإسلام ونصرة قضاياه والرد على الضلال الذي يثيره الإعلام الذي وصفه ب «الجائر». وطالب المفتي في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط الرياض أمس، بالرد على المفتريات الباطلة والآراء الشاطة التي يريدون منها الحط من قدر أولئك القوم السابقين الذي رضي الله عنهم وأرضاهم تحت ستار حب آل البيت، مؤكدا أن حب وموالاة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دين وبغضهم نفاق. وأردف قائلا: «يا من تظاهروا بالإيمان وموالاة آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، كل المسلمين يحبون رسول الله وآل بيته ويترضون عنهم ويرون لهم قدرا وقيمة، ولكن نقول لهؤلاء اعلموا أن ديننا دين حق وهدى أكمله الله وأتمه ورضيه فما أكمله الله ليس بحاجة لزيادة وما أتمه فلا ينقصه وما رضيه فلا يسخطه». وزاد «أولئك الذين رفضوا الإسلام بدعوى أن هناك إماما غائبا سيأتيهم ويصحح أوضاعهم ويقيم لهم شرعا كما يزعمون كل هذه من المغالطات والأكاذيب؛ فديننا كامل بإكمال الله له، أتم الله لنا به النعمة ورضيه لنا دينا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ رسالات الله وما قبضه الله إلا وقد تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك». وأكد آل الشيخ أن من زعم نقصان الدين وأن هناك وهما وشخصيات وهمية غائبة وخيالا كاذبا يأتي ليصحح ديننا ويقيم به إسلامنا ويدلنا على الطريق فكل هذا كذب وافتراء وضلال، موضحا «ديننا الحق هو الذي بلغ به الرسول أصحابه وبلغه أصحابه من بعدهم وتوارثته الأمة الإسلامية خلفا عن سلف، دينا محفوظا بحفظ الله وكتاب حفظه الله من أجل العابدين»، وأضاف «هذا الكتاب الذي بين أيدينا أجمع عليه المسلمون إجماعا قطعيا فمن زعم أن فيه نقصا ونحو ذلك فهذا ضلال مبين». وبين المفتي العام أن ديننا ليس مربوطا بشخصيات وهمية لا حقيقة لها «ديننا كامل ولله الحمد بلغه محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه وأصحابه بلغوا من بعدهم، ونحن سائرون على هذا الدين القويم، فمن ادعى نقصا أو قصورا في الدين إلى أن يأتي ذلك الغائب الوهمي الذي يعلق عليه أولئك آمالهم كما يزعمون فكل هذا ضلال وزيغ وبعد عن طريق الله المستقيم، فلنكن جميعا على إسلام صحيح نتمسك بديننا ونوالي أولياء الله ونحب أصحاب رسول الله وندعو لهم بالرحمة والرضوان كما بلغونا شرع الله ونقلوا لنا دينه». ونبه آل الشيخ إلى أن «هؤلاء يسخرون إعلامهم للهجوم على الإسلام وعقيدة المسلمين وهذه الأمة وسلامتها تحت ستار موالاة آل بيت رسول الله وكل هذا كذب، وغطاء فأصحاب رسول الله وآل بيته مع الأمة المسلمة في عقيدتها وانتظامها وليس لهؤلاء بهم صلة وإنما هم مفترون كاذبون دجالون يريدون الباطل ويريدون للأمة أن يتسلط عليها كل عدو يفسد شأنها ويسفك دماءها فالحذر من أولئك ولنعتقد أن دين الإسلام دين حق كامل وليس بحاجة إلى هؤلاء وآرائهم الضالة». وأوضح الفرق بين المؤمنين والمنافقين وأن لكل صنف صفات يتصفون بها، وقال «تجد هذا الموقف واضحا في أمور كثيرة فعندما يعرض أولئك قضايا الأمة الإسلامية يعرضونها على غير نهج صحيح وغير هدى فيحولون بين تلك القضايا والأمة، ويقولون إنه لا صلة لقضايا الأمة بدينها وإسلامها ولا ارتباط وكل هذا من الخطأ، فقضايا الأمة الإسلامية يجب أن تنبع من صميم دينها وأخلاق إسلامها». وأضاف «عندما ينظر هؤلاء إلى الشريعة الإسلامية ينظرون إليها نظر القصور والنقص ويقولون شريعة مضت ومضى زمنها ولن تصلح لأن تقود البشرية وإنما الأمة بحاجة إلى إحلال نظم جديدة تحل محل الشريعة وهذا كله من الزيغ والضلال فإن الله أكمل هذا الدين وجعله دينا كاملا باقيا للأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين». وزاد «من زعم نقصا في هذا الدين أو عدم تطابق أو عدم كمال أو عدم قدرته لحل المشاكل فإما أن يكون قصورا في علمه أو نفاقا في قلبه يتصور الباطل ويظن الضلال حقا»، مضيفا «عندما ينظرون إلى مناهج الأمة يزعمون أن تعليمها الذي ارتبط بالإسلام والعقيدة أنه مصدر الإرهاب والإزعاج وحاشا وكلا، فالأمة إذا ربيت على أخلاق دينها ومناهج إسلامها فهي بعيدة كل البعد عن الإرهاب والفتن؛ لأن دين الإسلام يربي فيها القوة واجتماع الكلمة والإخلاص والصدق وتعاون الأمة فيما بينها ومن يزعم بأن مناهج الإسلامية هي مصدر الإرهاب والفساد فهذا تصور خاطئ وضعف بصيرة وقلة حياء».