• بالرغم من حرص أبي وأمي وإخوتي على إغداق حبهم وحنانهم معي، إلا أنني أشعر بحساسية شديدة تستمر معي لأيام كلما سمعت كلمة مزعجة من أحدهم، فأنا دائما أتمنى أن أكون محور اهتمام من يحيط بي، و أتمنى أيضا أن أكون شخصية قيادية، وأن أثق بنفسي، وأن أصبح قادرة على التحدث أمام الناس بطلاقة، وأن أكون قادرة على وزن الكلام قبل النطق به؛ لكن إخوتي وأبواي لهم رأي آخر.. ماذا أفعل حتى أصل إلى هدفي؟ هند تبوك كل الأعراض التي عبرت عنها بقولك أتمنى كذا وكذا، ليست إلا أعراض تشير إلى أن ثقتك بنفسك ليست بالدرجة المطلوبة، وأنت بحاجة ماسة لزيادة هذه الثقة، وتبدأ المسألة من عدم الحساسية لما يقوله من حولك، فكثير ممن يعانون ما تعانين منه يحثون من حولهم بطريقة غير مباشرة للتحكم بردود أفعالهم حين يعرفون أن كلمة ما تؤثر فيهم، ويبدأ البعض بالضغط كما يقولون على بعض الأزرار في شخصية الحساس فيقولون ما يزعجه بشكل مزاح وهم على يقين أنه سيتأثر وينزعج، وكلما كانت ردود فعله حساسة ومتوقعة من قبل من يضغط على هذه الأزرار كلما زاد لعب هذا الأخيربمثل هذه الأزرار، بمعنى أننا نحن الذين نعطي لغيرنا الفرصة كي يتحكم بردود أفعالنا، لذا ابدئي بمراقبة سلوك الآخرين نحوك وستجدين أن هذا السلوك مرتبط بما تفعلينه أنت وليس بما يفعلونه هم نحوك، وكلما كان رد فعلك مبتسما وغير مكترث ولا مبالٍ بما يفعلونه كلما فاتت فرصة استفزازك، وعلى العكس كلما نجحوا هم في استفزازك كلما زادوا ونوعوا في أساليب استفزازهم لك، فابدئي بتحمل كل صور الاستفزاز والتبسم كلما مارس أحد شيئا من هذا السلوك معك، ومع الوقت ستجدين أنك نجحت في تفويت الفرصة عليهم لاستفزازك كما قلت لك، أما زيادة حبك لنفسك فله طرق كثيرة، منها أن تخاطبي نفسك أمام المرآة بعبارة: أنا أحب نفسي مع الابتسام كلما نظرت لوجهك في المرآة وأنت تخاطبينها، ويبقى أمران مهمان أولهما أن تبحثي عن بعض الكتب التي تتناول زيادة ثقة الإنسان بنفسه وتقرئينها، والثاني أن تذهبي لاستشاري نفسي لمساعدتك في وضع برنامج لهذا الغرض.