آخر كتب الفصام صدرت في شكل موسوعي تحت توصيف أحادي الكلمة بعنوان Schizophrenia لأشهر اثنين من المؤلفين في هذا الحقل، هما دكتور دانيال فاينبرغر والدكتور بول هاريسون عن دار نشر جون وايلي مع يناير عام 2011 ومع ذلك فالموسوعة برغم كثر الاسهامات المتوافرة بطيها تعترف من خلال طروحاتها أن علم النفس لا يزال في بدايته فيما يتصل بالفصام أعراضا واستطبابا لكن الشيء المثير أنه على بضع سنوات، صدرت عشرات الكتب في حالة تماس مع أدبيات الفصام، وأشهر تلك الكتب رحلات إلى عالم الفصام التي من بينها «الرحمة الالهية في منتصف العاصفة» للدكتورة باربرا كوفنجتون إذ يتناول الكتاب رحلة عائلة يعاني بعض أفرادها من تواتر الفصام، هذا عدا كتاب «التغلب على الفصام»، لايفيلين كيلي وكتاب آخر صدر عام 2010 بعنوان ما وراء الفصام لمؤلفته الدكتورة سوزان فرانسيس دنهام، إذ تتحدث من خلاله عن رحلة أحد مرضاها مع الفصام بتقلبات غير منضبطة، ومع ذلك يبقى كتاب رحلة إلى عالم الفصام للدكتور ريتشارد جيتس يمثل الذروة الأدبية لحالة الفصام بتداخلها النسيجي في مرويات العمل الأدبي. في هذا الكتاب يقرر الدكتور جيتس، أن هناك في العالم ما لا يقل عن 1 إلى 2 في المائة يعانون من الفصام في أنحاء متفرقة من العالم، ويعتقد المؤلف أن مرض الفصام له علاقة بشكل أو آخر بمركز الجهاز العصبي. ومن خلال مقدمته لهذا الكتاب الممتع يرى المؤلف أن هناك العديد من الناس لا يفهمون الفصام وهم يخطئون دوما في تشخيصه أو تتبع عوارضه. ويثير المؤلف في كتابه قضية الفصام من حيث كونها هاجسا ملحا للانتحار في حياة عدد من الأدباء والمبدعين. هنا يناقش المؤلف قضية الأديب الأمريكي بيورك الذي أنتحر عام 1985 بفعل هاجس الفصام تاركا وراءه مئات المسودات الروائية دون إكمال. غير أن المؤلف يعتقد أن الفصام يلعب من الناحية الأخرى دورا في لا وعي الإبداع الأدبي، ويستدل المؤلف على ذلك من واقع حياة بيورك وإبداعه الأدبي، يقول المؤلف إنه يستحيل الفصل بين قضية مرض بيورك بالفصام وميكانيزم الإبداع الأدبي لديه من منطلق أن الفصام حالة خاصة في حياته الأدبية. ويلاحظ من واقع الأعمال الأدبية لبيورك إنها تتمتع بتوهج كلما أقتربت حالة الفصام عنده أو كان خارجا للتو منها. A journey into Schizophrenia Richard Gates Basic Books