أعترف أنني من المعجبين، بترسانة مهارات الزميل عدنان جستنية، لذلك فأنا أكثر الناس حزنا على إيقافه ثلاث مباريات، وكم تمنيت لو أن لجنة الانضباط، ضاعفت العقوبة المالية عشر مرات، بالرغم من أن الزميل يصنف من فئة الكادحين، بدلا من أن تحرمنا من تجلياته في المباريات التي يخوضها ضد الآخر، فهو مراوغ ماهر، يجيد المكر بالرغم من أن ملامحه البريئة لا توحي بذلك، كما أنه يجيد جندلة الدفاع على الطريقة الماجدية، وبالذات عندما يستفزه اللون الأزرق، فيمارس عليه ما يسمى بعمليات الإرهاق النفسي، قبل أن يهز شباكه بأهدافه المدموغة بماركة المكر القاتل. بعيدا عن حرماننا، من الاستمتاع بأداء المبدع عدنان جستنية، في المباريات القادمة، فإنني أتعاطف مع أوليفيرا، الذي وجد نفسه في ورطة إيقاف عدنان، وأخشى على هذا المدرب العجوز، أن لا يسعفه فكره المكدود، بإيجاد البديل القادر على تسجيل الأهداف، بذات الطريقة التي يسجل بها عدنان، أو أن لا يومض في رأسه الذكاء، الذي يشع فجأة في رؤوس بعض المدربين أثناء الضياع في متاهات المباريات، كما يحدث مع مدرب النصر السيد دراغان، الذي يبعثر منظومة فريقه في الشوط الأول من كل مباراة، ثم في الشوط الثاني يجد كل الحلول، فيصبح هو ولاعبوه وجماهيرهم في سباق محموم مع الدقائق لإدراك التعادل، الذي يأتي بعد أن يتلف أعصاب الجميع. لست مدربا حتى أسدي لأوليفيرا الوصايا، التي تهديه لطريق الخروج من ورطة إيقاف عدنان، ولكن عليه أن يحشد كل أسلحته، في مركز رأس الحربة، ليعوض إيقاف عدنان، حتى لو لعب زيايه وهزازي ونور ومناف، كما أن عليه أن يعمل على تدريب عدنان، على أسلوب اللعب تحت الضغط، حتى لا يدخل في المحظور، نتيجة خطأ في صياغات الجمل التكتيكية، وأن يستفيد من دهاء لجنة الانضباط، وكيف أنها حمت نفسها من الوقوع في خطأ الصياغة، عندما نسخت عقوبة سابقة، قد تكون مصدرة بحق لاعب أو إداري مرافق، ووضعتها كنص لعقوبته. لنترك فنتازيا ورطة أوليفيرا، ونذهب لفرضية مهمة تتعلق بنزق عدنان، الذي قد يضغط عليه، فيقرر أن يشاغب قرار لجنة الانضباط، ويحضر مباراة فريقه القادمة، ولسوء حظ الاتحاد وما أكثر (حظوظه السيئة) اصطادته كاميرات النقل التلفزيوني، وأظهرته بوجهه الجداوي السمح، وقد امتلأ بالانفعالات مع أحداث المباراة، هل يحق للفريق الآخر أن يحتج على حضور عدنان الموقوف، ويكسب المباراة بالاحتجاج حتى لو خسرها في الميدان. لدي يقين أن عدنان سينفذ القرار بحذافيره، بل قد يطبقه بغلو كبير، ويمتنع عن ارتياد نادي الاتحاد، طيلة المدة التي نص عليها القرار، وإن خالف ظني وحضر المباراة القادمة، فلدى لجنة الانضباط من الذكاء والمهنية العالية، ما يعالج ورطة عدنان.