أربأ بكاتب قدير مثل الدكتور سعد بن عطية الغامدي أن يعتمد على المبالغات في تصوير ما حصل في فرنسا من منع لارتداء النقاب، فيورد في مقال له نشر قبل أيام بجريدة المدينةالمنورة، أن منع النقاب سيليه منع إقامة الصلوات مستشهدا بحصول منع في فرنسا لأداء الصلاة خارج نطاق المساجد معتبرا ذلك موجها ضد الإسلام والمسلمين لجواز الصلاة في الأرض الفضاء بناء على قوله صلى الله عليه وسلم «جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا». ولو قالها غير الدكتور الغامدي لعذرته ولكن هذا الكاتب بالذات يعد من العلماء في مجاله ومن المميزين إداريا وفكريا فهو كاتب مجيد وشاعر أصيل وإداري من الطراز الأول. أما واقع الأمر فإن فرنسا كان بها قبل ثلاثين عاما تقريبا أربعة أو خمسة مساجد فأصبح بها في الوقت الحالي ما يزيد على ألفين وستمائة جامع ومسجد ومصلى في جميع المدن الفرنسية تقريبا حيث يوجد في فرنسا أكثر من ستة ملايين مسلم يمارسون عباداتهم في تلك الأماكن بكل طمأنينة وخشوع ولم يمنعهم أحد من أداء الصلوات ولا يمكن حصول ذلك على الإطلاق في دولة متحضرة مثل فرنسا! أما بالنسبة لمنع الصلاة في الفضاء المجاور لبعض المساجد الصغيرة فهو إن حصل يكون لدواع تنظيمية أو قانونية أو أمنية لا علاقة لها بما قد يدور في ذهن الكاتب أو غيره فلا ينبغي تفسير هذه المسائل بطريقة غوغائية!! وأذكر أنه كان لرابطة العالم الإسلامي في باريس مكتب يقع في قلبها وهو عبارة عن شقة أرضية صغيرة مساحتها نحو مائة متر مربع، وتقع تحت عمارة بها عشرات الشقق السكنية، فطلب العاملون في المكتب السماح لهم بأداء الصلاة في ركن من الشقة فسمح لهم بذلك ثم حولوا معظم مساحتها إلى مصلى للجمع، وكان المكتب مجاورا لمنظمة اليونسكو وفيها مندوبون يمثلون الدول الإسلامية فتقاطروا على المصلى الذي سمح البوليس بصلاة الجمعة فيه لثمانين شخصا لأنه الطاقة الاستيعابية القصوى لمصلى المكتب مع الإشارة إلى عدم وجود مخرج طوارئ، ولكن عدد المصلين تزايد حتى بلغ نحو أربعمائة مصل اتخذوا من الشارع المجاور مصلى وحبسوا بسياراتهم سيارات سكان العمارة والعمائر المجاورة في يوم عمل هو الجمعة وفي ساعة تناول وجبة غذاء خفيفة قبل العودة للعمل، فوجد غير المسلمين أنفسهم مضطرين إلى الانتظار ساعة حتى تنتهي خطبة الجمعة والصلاة وحدثت مشادات وتلاسن وتدخل البوليس لفض الاشتباك ورفع السكان أمرهم إلى القضاء وانتهى بقيام الرابطة ببيع الشقة قبل أن تباع بحكم قضائي أو تجبر على إخلائها بالقوة .. وسلامتكم! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة