انطلق الأسبوع الثقافي التونسي في نادي القصيم الأدبي البارحة الأولى بمحاضرة للدكتور علي عبيد بعنوان (بلاغة الصمت في الرواية التونسية). وعرض الدكتور علي عبيد الصمت بمفهومه ومنزلته في الموروث العربي وفي النقد الأدبي الغربي، وقاربه من خلال نموذج سردي قصصي عربي فوقف على تجلياته وأصنافه ووظائفه من خلال الرواية التونسية «السد» لمحمود المسعدي، مشيرا إلى أن أهمية الصمت قد تفوق بفصاحتها وقصديتها الكلام، ذلك أن خطاب الصمت يجعل المخاطب مشاركا في إنتاج النص، وأشار إلى أن رواية «السد» قد تهيأ لها وعي حاد بالصمت، فلاح من خلال عالمه الفني ميالا إلى التعبير عن مواقفه وآرائه وإبلاغها إلى قارئه بأكثر ما يمكن من الوسائل ومن أبرزها الصمت، فضلا عن الملفوظ. وفي مداخلة للدكتور محمد نجيب العمامي تتحدث عن قراءة نقدية لورقة عبيد، مشيرا فيها إلى قصة عبيد مع الصمت وبحوثه المختلفة في هذا المجال، وتحدث عن الفرق بين نظرة العرب والغرب للصمت، مشيرا إلى حداثة البحث عن بلاغة الصمت في الدراسات العربية، ثم علق على الورقة بعدد من التساؤلات مثل غياب بلاغة الصمت في الكلمة والجملة، وغياب دراسة المضمر أو الضمني في الرواية المدروسة. وتواصلت المداخلات في نهاية المحاضرة من القاعتين الرجالية والنسائية، وتساءل الدكتور علي السعود عن سر اختيار هذه الرواية دون سواها، وغياب التطبيق على روايات أخرى. وعلق الدكتور عزالدين المجدوب على الرأي القائل بأن البنيوية تغيب المعنى ووصف ذلك بالخطأ الشائع. رئيس النادي الأدبي في القصيم الدكتور أحمد الطامي، رحب بفكرة الأسبوع الثقافي التونسي وأبدى بعض الملحوظات على الورقة، مبينا أنها خلطت بين الصمت بمعناه العام والصمت بالمعنى الفني، وأضاف «أن الصمت قد يكون موتا كما في قصة شهرزاد في ألف ليلة وليلة التي كان كلامها سبب حياتها».