أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب المسلمين بالتزام السنن والآداب النبوية في اليقظة والمنام، مبينا أنها تبعد الوساوس والأحلام المزعجة والأمراض النفسية. وقال في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام : «لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم خيرا إلا دلنا عليه ولا بابا إلى الجنة إلا عرفنا بالطريق إليه ولا سببا للسعادة والهناءة إلا أرشدنا له وحثنا عليه، وفي ذات الوقت ربانا على لزوم السنن وعلمنا الآداب وأرادنا أن نكون على مراد الله في كل الأحوال في منامنا ويقظتنا في محراب التعبد أو في ميدان السعي للدنيا أن يكون حالنا ومنقلبنا لله». وأوضح آل طالب «أن الإنسان لا يخلو من أن يكون في حالة يقظة أو حال نوم يتقلب بينهما كما يتقلب الليل والنهار، والنوم حال عجيب من أحوال الإنسان وآية من آيات الله العظام، ويشكل النوم جزءا كبيرا من اهتمام الناس فيتخذون له الفرش والأثاث ويتهيؤون له بالوسائل والأحوال ويتحكم في أوقاتهم ومعاشهم وإذا اختلف بزيادة أو نقص أثر على صحة الإنسان بدنيا ونفسيا، وبذل للعلاج الكثير من الأموال، والإنسان يمضي ثلث حياته في النوم ومن هنا جاءت الآداب النبوية والسنن المحمدية بالإرشاد والتوجيه حتى يكون منامنا طاعة ونومنا عبادة والتزام هذه السنن سبب للأجر ومعين على القيام لصلاة الفجر والنشاط في سائر اليوم والبعد عن الوساوس والأحلام المزعجة والأمراض النفسية». وشرح إمام وخطيب المسجد الحرام «السنن والآداب التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم من سنن النوم وآدابه والتي فيها الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، ومنها ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من التبكير في النوم والوتر قبل النوم إن خشي ألا يقوم آخر الليل وإطفاء النار وتخمير الإناء وإغلاق الأبواب، ومنها عدم النوم على مكان مرتفع بلا حواجز، ومنها غسل اليد والفم من أثر الطعام والوضوء قبل النوم ونفض الفراش والتسمية، والحرص على التستر حتى لا تنكشف عورته وأن يتباعد النائمون عن بعضهم ، ومن السنن كذلك كتابة الوصية، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النوم على البطن لأنها ضجعة أهل النار، ومن السنة النوم على الشق الأيمن ووضع اليد اليمنى تحت الخد». وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أنه قد يعرض للمسلم ما يخيفه ويفزعه فإذا وجد ذلك فليستعذ بالله، مشيرا إلى أن للرؤيا والأحلام آدابا وسننا وقال : «الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات ثم يتعوذ من شرها فإنها لا تضره».