تواجه الخطوط السعودية والهيئة العامة للطيران المدني تحديات كبيرة في موسم الصيف المقبل بسبب حالة الإرباك الشديد التي تحدث بين الحين والآخر، من تأخير بعض الرحلات وعدم قدرة الرحلات وحركة الطيران الداخلية في استيعاب الأعداد المتزايدة من المسافرين إلى جانب عدم توفر المقاعد بشكل يوائم النمو الكبير الذي تشهده حركة النقل الجوي الداخلي. وإزاء ذلك شهدت المطارات الداخلية في الفترة الماضية تكدس أعداد كبيرة من المسافرين بسبب قصور عدد الرحلات الداخلية بين المدن والمحافظات إلى جانب عدم توفر المقاعد للحجز وتفشي ظواهر الواسطة في الحجز. كل هذه الأسباب أحدثت تكدسا كبيرا في صالات السفر في المطارات. ويطالب عدد من المسافرين بتطوير موقع الخدمات الإلكترونية التابع للخطوط الجوية السعودية، وتحسين ما يقدمه الموقع من خدمات آلية أسوة بمواقع شركات الطيران الأخرى، مؤكدين في ذات الوقت على أن تكون الخطوط رافدا من روافد التنمية في المملكة خصوصا في المجال السياحي، كما طالب المتحدثون الخطوط السعودية بعدم تطبيق وإنفاذ إجراءات جديدة في مجال عملها مع بدء أيام الإجازات والمواسم والعطلات التي تتطلب سهولة وتيسيرا في إجراءات السفر. برنامج ضد الوساطة مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة عبدالله الأجهر يرى أن لدى السعودية برنامجا آليا سيتم تطبيقه قريبا ويتيح للمسافرين فرصة عدم ذهابهم إلى المطار إلا بوجود حجوزات مؤكدة. ويأتي ذلك في سياق تطوير الخدمات الإلكترونية ومعالجة نسب الإملاء الكبيرة على كافة الطائرات بعد تطبيق نظام إصدار بطاقات صعود الطائرة ذاتيا كما أن تطبيق فرض رسوم على المتأخرين ضاعف في زيادة نسبة الإملاء في الطائرات الداخلية سيما بين جدة والرياض وأبها على خلاف بعض الرحلات الأخرى. ويضيف الأجهر أن نظام الربط الآلي يمنع الوساطة وإلغاء الحجوزات كما يمنع التلاعب وإركاب مسافر على حساب آخر كما أن تشديد العقوبات على مثل هذه المخالفات حدت التلاعب والوساطة في الحجوزات. منع الاحتكار في المقابل يرى خبير السفر والسياحة، الدكتور ناصر الطيار، أنه لو تم تطبيق حقوق المسافرين بواسطة إدارة حماية المستهلك لما حدث هذا التكدس في المطارات سيما وأن كثيرا منها لا تفي بالمطلوب. فأصبحت بعض المطارات لا تتلاءم مع أعداد المسافرين وعدد شركات الطيران والحركة الجوية. ويرى الطيار ضرورة فتح المجال أمام شركات سعودية للنقل الداخلي وفقا لشروط هيئة الطيران المدني ومنع الاحتكار. وفي رأي محمد الشبلان مسؤول في طيران ناس، أن عملية التكدس في المطارات وتأخير الرحلات مشكلة تنظيمية لا مشكلة طائرات. ومن هنا يجب إعادة النظر في الهيكلة وتحديد مواعيد الرحلات بما يخدم مصلحة المسافر، وعلى هيئة الطيران المدني فتح المجال أمام دخول شركات وطنية جديدة لخدمة النقل الداخلي وتسهيل إجراءاتها حيث أن المجال مجال واعد للاستثمار. المجال مفتوح المتحدث الرسمي في هيئة الطيران المدني، خالد الخيبري، يقول إن التشغيل الداخلي مجال مفتوح أمام المستثمرين، لكن أحدا لم يتقدم في هذا الشأن مؤكدا أن الميدان متاح بالشروط الفنية والمالية بالنسبة للراغبين في شركات التشغيل، لا سيما أن هذا المجال واعد بالمستقبل الاستثماري المشرق، مشيرا إلى أن إدارة حماية المستهلك استقبلت منذ عام ونصف العام أكثر من 200 شكوى من المسافرين حول إلغاء حجوزات ورحلات وتم إلزام عدد من الشركات بمنح الشاكين حقوقهم المالية أو المعنوية وتعويضهم موضحا أن الشركات العاملة في النقل الداخلي، طيران ناس، السعودية، وشركة الوفير للطيران للحج والعمرة كما سمحت الهيئة لعدد من شركات الطيران من العمل في المطارات المحلية إلى الدول المجاورة. تطوير 23 مطاراً وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الهيئة سعت إلى مواجهة الإعداد المتزايدة من المسافرين بطرح مشاريع جديدة تمثلت في إنشاء مطارات من الجيل الجديد،الذي يوفر أحدث المواصفات والتسهيلات على الركاب وتتولى هيئة الطيران المدني في الوقت الراهن تنفيذ خطة شاملة لتطوير وتحسين منظومة المطارات الداخلية، وتشهد الحركة الآن نمواً متسارعاً يتواكب مع النمو الاقتصادي في المملكة ويتوافق مع زيادة الطلب على الرحلات الجوية بين مدن المملكة، وشملت الخطة مشاريع تحسين وتوسعة 23 مطارا داخليا. وفيما يتعلق بمشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد يتم العمل فيه حاليا بعد توقيع عقدي المرحلة الأولى من مشروع تطوير المطار والذي سيرفع طاقة المطار الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر في العام.