ومات الصديق المبدع محمد صادق دياب رئيس تحرير مجلة الحج بعد صراع مرير مع المرض بأحد مستشفيات بريطانيا، ووري جثمانه الثرى، بعد حياة حافلة بالعطاء والتميز، امتدت زهاء 40 عاما. لكن ما لي أرى المبدعين يرحلون!!، فهل نحن في زمن رحيل المبدعين!! إنهم يرحلون تباعا، من غير أن يتركوا لنا أسماء في حجمهم، إن موت المبدعين من صناع الكلمة لم يكن لينتج عبارات رثاء ولوعة فراق وحسب بل كان رحيلهم خسارة يصعب تعويضها في زمن قل فيه الإبداع وقل فيه الوفاء وضاع فيه الإخلاص وماتت فيه القيم إلا من أناس ارتقت نفوسهم وارتفعت لمستوى العطاء بإخلاص بالحكمة وبالكلمة الصادقة حتى لامسوا شغاف القلوب بسحر بيانهم وفي طليعة هذه النخبة أديبنا الراحل ابن جدة البار الأستاذ: محمد صادق دياب الذي تربطني به علاقة حميمة منذ الصغر، أقصد أيام جمعتنا مقاعد الدراسة وكانت من أبرز سماته يرحمه الله الوفاء والصدق وحسن المعشر أما عن سمة التواضع فحدث عنها ولا حرج كيف لا وهي السمة الأولى التي تسري في عروقه وفي دمه. نعم رحل ابو غنوة وخلف ألما ومرارة قضى رحمه الله شطر عمره بين أحضان الصحافة محررا وكاتبا ومشرفا ورئيسا لتحرير مجلة اقرأ ومجلة الجديدة ومجلة الحج وكان قبلها رئيسا لقسم التوجيه والإرشاد الطلابي في جدة ومن المؤكد أن الباحث في مسيرة أبي غنوة سيتوقف كثيرا عند نقطة أو بالأحرى نقاط عديدة تجعل من صاحبها أديبا مختلفا عن غيره من الأدباء لا من حيث النزاهة والإخلاص في طرح ما يؤمن به فحسب؛ وإنما في موضوعيته أولا، ثم في تقديره واحترامه لما يستحق النشر ورفضه لما لا يراه جديرا بالنشر على صفحات مجلته التي يرأسها ومن هنا تكون خسارتنا بفقدانه فادحة وعزيزة على التعويض وإيجاد بديل يسد الفراغ الذي تركه. رحم الله الفقيد وجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.