وردتني رسالة هذا نصها «أبشرك أن المطعم الذي اعتدنا الشراء منه لم يرفع الأسعار قيد أنملة على عكس بعض المطاعم التي رفعت سقف أسعار قوائم طعامها تزامناً وربما احتفاء بإعلان إعانة مرتب الشهرين وتحديد الحد الأدنى من المرتبات، مهلا قبل أن تنتشي وقراؤك غبطة وربما فضولا للتعرف على اسم المطعم ومكانه للمسارعة لارتياده! فصاحب المطعم الفذ استخدم حيلة «الغش المبطن»؛ فهو استعاض عن رفع سعر المنتج بالتقليل من مكوناته وحجمه، فمثلا حبة «الفلافل» كانت معقولة علماً أنها سبق أن تقلصت بعد زيادة 15 في المائة السابقة (غلاء المعيشة)، أما الآن باتت أقرب لحبة «الزيتونة»، وليس سراً أن الدجاج أصبح بحجم طيور السمان أقصد السمان الهزيل..! دعك من هذا، لي صديق (كييف) قهوة فهو يعرف المقادير بمجرد رشفة يقول: بعد إعانة مرتب الشهرين بيوم ذهبت للمقهى الذي اعتدت تناول القهوة فيه وفوجئت بتغير طعم القهوة وحينما تحققت من النادل اعترف بأن المدير أمر بإنقاص ما يقارب 30 في المائة من نسبة البن. صديق آخر كان إفطاره المفضل (الفول) هذا قبل الإعانة! أما الآن فاستبدله بالزيتون رغم ارتفاع سعره إلا أنه يضمن مكوناته أي غير قابل للتخسيس أما الفول حسب قوله فأصبح شيئاً آخر غير الفول»!. انتهت الرسالة التي يؤكد مضمونها فضلا عما نسمع ونرى أن رفع الأسعار غير المبرر ولنقل الكسب غير المشروع أخذ منقلباً آخر التفافيا وهو ولا ريب أخطر بكثير من المعلن والصريح، فمن كان هذا فعلهم وطويتهم فمن البديهي ألا يتورعوا بتوسل جميع أساليب الغش المصنفة منها وخارج سياق التصنيفات. نتمنى من الأعماق على المعنيين بمكافحة الغش وحماية المستهلك أن يلتفتوا لهذا النوع من الغش فالركض على اعتبار أن هناك ركضا وراء من يرفعون الأسعار يجب ألا ينسيهم أو يشغلهم عمن يتوارون خلف ما هو أكثر غشاً وتدليساً، بالمناسبة أن جحافل مكافحة الغش التجاري وحشود مراقبي البلديات وزد ما شئت من آليات رقابية لن يستطيعوا مكافحة الغش المتكاثر والمتنوع أو حتى تحييده من دون مساندة بل مشاركة إن أردنا الدقة المستهلكين أنفسهم بوصفهم على المحك، وهذا يستوجب عليهم المبادرة السريعة والإبلاغ الفوري عن أية ملاحظة، الأهم فاعلية البلاغات والتدابير من قبل المعنيين؛ بمعنى الاستجابة السريعة والعقاب الناجز ومن جملته بل أهمه التشهير وذلك بمقتضى الأمر الملكي. قبل أن أختم يجدر التنويه أن ثمة إيجابية واحدة فقط لهذا النوع من الغش المضمر! أتدرون ما هي وأين؟ في مقاهي (الجراك) والمعسل؛ لأنهم (بعض) أربابها كي لا نقول جلهم قد يقللون من كمية السموم (المسرطنة) طبعاً ليس حباً وشغفاً بالرواد المدخنين بل من تضاعيف الغش المبني أصلا على تجارة الغش في الأبدان والأموال لكن حسبكم أيها المدخنون فقد يضعون أو ربما يخلطون شيئاً آخر (تدخنونه) شيئا غير المعتاد!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة