نجح فريق طبي في مستشفى الملك فهد في جدة يضم مختصين في المخ والأعصاب وجراحة الوجه والفكين في استخراج مقدمة حاملة ملابس معدنية بعد اختراق أجزاء منها الجيب الأنفي الفكي إلى تجويف عين طفل يبلغ الثانية من العمر واستقرارها في الفص الجبهي للمخ، بعد أن وقع من على عربة أثناء التسوق في مركز تجاري مع أسرته. وأشاد مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود بالإنجاز الطبي، معتبرا أن هذا النوع من العمليات الجراحية يعتبر من أخطر وأصعب الجراحات التخصصية لحساسية موقع العملية وعلاقتها بالمخ بالإضافة إلى عمر المريض. وأوضح مدير صحة جدة أن نجاح العملية يعود إلى تميز الكادر الطبي والجراحي في المستشفى، وما يملكه من خبرات كبيرة في مختلف المجالات الطبية والجراحية، والذي لا يقل بأي حال من الأحوال عن نظيره في كبريات المراكز والمستشفيات العالمية. من جهتها، أفادت والدة الطفل بأنه أغمي عليه لعدة دقائق بعد سقوطه ودخول أنبوب ومقدمة حاملة معدنية عبر وجنته اليمني، مضيفة «تم نقله إلى طوارئ مستشفى الملك فهد في جدة وهو يعاني من نوبات بكاء وآلام ونزيف دموي مستمر، لتبدأ الفحوصات والعمليات الجراحية العاجلة اللازمة في مثل هذه الحالات الطارئة. من جهته، قال جراح المخ والأعصاب في المستشفى الدكتور محمد عصمت إن الطفل حضر في حالة سيئة ووالديه في حالة يرثى لها لشعورهما بفقدان ابنهما جراء إصابته الخطيرة، وأضاف أن صور الأشعة المقطعية على المخ بينت وجود كامل مقدمة حاملة الملابس الجدارية، وأظهرت الفحوصات الطبية الإكلينيكية أنه تم اختراقها لتجويف العين ومرورها إلى الجمجمة من خلال عصبي العين والشريان الرئيسة. وأشار الدكتور محمد عصمت إلى أن فريقا طبيا تدخل بصفة عاجلة وهو يدرك الصعوبات أثناء إجراء العملية، لأن منطقة الإصابة لا تسمح بفتح أكثر من 2 سنتيمتر، واستغرقت العملية التي شارك فيها طاقم من ذوي التخصصات الدقيقة 4 ساعات وتكللت بالنجاح.