قرأت في هذه الجريدة قبل أيام خبرا يتضمن إخفاق اثني عشر ألف معلم في تجاوز اختبار قياس لأنهم لم يستطيعوا الحصول على خمسين في المائة في القدرات والمهارات أي درجة «مقبول» حسب العرف الأكاديمي.. فانظروا ما نحن أمامه من كارثة تربوية وتعليمية، لأنه لولا وجود اختبار «قياس» لتم تعيين أولئك المعلمين على وظائف تعليمية وهم بهذا المستوى المتدني من المعرفة والقدرات ولأصبح الواحد منهم مسؤولا عن مائة طالب في مراحل التعليم العام سنويا على الأقل، وذلك يعني أن كل معلم من تلك النوعية سوف يقدم للمجتمع طلابا غير قادرين على تحقيق أدنى درجة من التربية والتعليم لأن معلمهم لا يملك مستوى من العلم والكفاءة تمكنه من تعليمهم على أساس المثل العربي القائل: فاقد الشيء لا يعطيه؟!وإذا كانت العملية التعليمية والتربوية تقوم على عدة قواعد أو أضلاع وهي البيئة المدرسية من مبنى ومرافق وأجهزة وإمكانيات، والمنهج الدراسي المتجاوب مع إيقاع حياة العصر ومتطلباته والمعلم بما في ذلك الإدارة المدرسية، فإن حجر الزاوية في كل هذه العملية هو المعلم أولا والمعلم أخيرا والمعلم ولو علم الأطفال في صندقة؟!لقد رأينا العديد من مدارس الزبرقة وهي تخفق في تحقيق التميز وإن ادعت ذلك لأن حجر الزاوية فيها وهو المعلم لم يكن في مستوى بقية العناصر الموفرة من بيئة مدرسية ومنهج عام، وعندما اجتمع خبراء التربية والتعليم في اليابان بخبراء السياسة والاقتصاد والمجتمع لدراسة سبل قيادة وطنهم نحو المستقبل.. نحو العالم الأول فعلا لا قولا أجمعوا على أنه لا سبيل لتحقيق ذلك الهدف سوى بالعلم وأن حجر الزاوية في ذلك هو المعلم ثم المنهج وبقية أركان العملية التربوية والتعليمية، فعملوا على إعداد المعلم الكفء واختاروه من بين المميزين من طلاب التعليم العام ليدرس ويصبح معلما وأجزلوا له العطاء وراقبوا عطاءه فكانت اليابان الحديثة، أما نحن فقد ظللنا دهرا نتحدث بإسهاب عن ضعف الطلاب الناتج عن انخفاض كفاءة المعلمين وأصبحنا نقبل معلما يتجاوز اختبار قياس بنسبة خمسين في المائة ومع ذلك وجدنا اثني عشر ألف معلم غير قادرين على تحقيق الحد الأدنى من الدرجة المطلوبة، وهذا المعلم نفسه هو ضحية تعليم عام باهت وتعليم جامعي متهافت!، ومع ذلك لم يسلم القائمون على اختبار قياس من نقد المجتمع لهم واعتراضه على اختيارهم مما يؤكد انخفاض مستوى الوعي العام وعدم إدراك خطورة أن يكون المعلم من جنب القدة؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة