أكد السفير السفير البريطاني في الرياض السير توم فيليبس على الأهمية القصوى التي توليها بلاده لتعزيز العلاقات مع المملكة في جميع الميادين السياسية، الاقتصادية، التجارية، الثقافية، والاستثمارية. وأفاد في حوار مع «عكاظ» أن لندن تعتبر الرياض شريكا مهما وحليفا استراتيجيا في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية عقد مباحثات إيجابية مع رئيس الوزراء البريطاني ووزير الخارجية أخيرا في لندن. وزاد أن هذه العلاقات تعتبر تاريخية وطيدة وعميقة ومتنوعة. فنحن معا تجمعنا شراكة قوية لمستقبل أفضل. ووصف عودة خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية بأنها حدث سعيد للجميع، مؤكدا أن جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعم الإصلاح في المملكة واضحة جدا، وقد لاحظت بنفسي مدى ترحيب الشعب بها. وقال إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ عودته من الخارج، يعمل باستمرار في تحديث البرنامج الإصلاحي، فهناك الانتخابات البلدية على الأبواب، والإصلاحات موجودة ومستمرة، ونحن نرحب بها. وذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصدر عدة قرارات ملكية مهمة الشهر الماضي صبت جميعها في الصالح العام للشعب السعودي، موضحا أن لاشك لديه في أن القيادة السعودية لن تدخر وسعا من أجل رخاء المواطن السعودي. حجم الاستثمارات وتحدث السفير البريطاني عن العلاقات التجارية الاقتصادية بين البلدين، قائلا إنها تنمو بشكل كبير، إذ أن الشركات البريطانية استثمرت 20 مليار جنيه استرليني في المملكة. وتابع: إن كبريات الشركات البريطانية مثل شل، اتش اس بي سي، وبريتش ايروسبيس توظف الكثير من السعوديين، وتحرص على تدريبهم وتأهيلهم لكي يستطيعوا أداء أعمالهم بمهارة وقدرة فائقة. نرحب بالسعوديين وأوضح أن بلاده ترحب بالمواطنين السعوديين، سواء كانوا زائرين للسياحة أو الدراسة أو للاستثمار موضحا أن السفارة أصدرت أكثر من مائة ألف تأشيرة العام الماضي للسعوديين. وقال إن لدينا أفضل نظام تأشيرات في المنطقة وربما في العالم مشيرا أن السفارة البريطانية تصدر تأشيرات للسعوديين صلاحياتها تصل إلى عشر سنوات. 20 ألف طالب وأوضح أنه يدرس في بريطانيا حوالى عشرين ألف طالب سعودي في مختلف الجامعات البريطانية في تخصصات مختلفة، موضحا ترحيب بلاده بالتحاق المزيد من الطلاب السعوديين في الجامعات البريطانية التي تقدم مستوى تعليميا يعتبر الأفضل في العالم. علاقات عسكرية وحول رؤيته للعلاقات العسكرية بين البلدين، أقر أن العلاقات العسكرية والدفاعية قوية جدا واستراتيجية، إن طائرات ال«تايفون»، وأفضل السفن والمعدات العسكرية موجودة ضمن القوات العسكرية السعودية. إرساء السلام وتطرق السفير إلى التنسيق السعودي والبريطاني حيال قضايا المنطقة، مشيرا إلى أن هناك تطابقا مشتركا بين البلدين حيال قضايا المنطقة، فالرياضولندن أعطتا عملية السلام في الشرق الأوسط أولوية مطلقة، وتسعيان إلى ضرورة إرساء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وألمح إلى أن المملكة وبريطانيا ضد البرنامج النووي الإيراني، وكلاهما يبذل الجهود لحل الأزمة في اليمن، وإرساء دعائم الأمن في البحرين. إيران عامل عدم استقرار واعتبر فيليبس أن إيران لم تساعد في حل المشاكل في المنطقة، وهناك قلق بريطاني كبير من التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، موضحا أن طهران تتدخل في البحرين وفي لبنان عن طريق حزب الله. وتناول السفير أحداث المنطقة التي تشهد احتجاجات في عدة دول عربية بالتقويم، شارحا بأنه يوجد تشابه واختلافات في كل دولة تشهد احتجاجات، ولكل دولة لها خصوصياتها. وزاد أن مبارك ليس بن علي والقذافي يقتل شعبه، الوضع في البحرين مختلف أيضا والتركيبة السكانية في اليمن مختلفة تماما. وأضاف والدرس هو أن الشباب حول العالم يريد حياة أفضل، ويجب على الحكومات أن تستجيب. ويرى السفير البريطاني أنه لا يوجد نظام واحد للحكم، فكل دولة تختار نظام الحكم الخاص بها على أساس علاقة بين الحاكم والمحكوم موضحا أن هناك عقدا بين الشعوب والحكومات ويختلف هذا العقد باختلاف الدولة. وأضاف أن الشعوب في كل مكان تريد أن تكون جزءا من العملية السياسية في بلدانها. حماية المدنيين في ليبيا وحول رؤيته للوضع في ليبيا قال إن بريطانيا جزء من التحالف في ليبيا، وهدفها الرئيس هو حماية المدنيين، إن القرار رقم 1973 جاء استجابة لدعوة من الجامعة العربية. وأضاف أن العملية العسكرية في ليبيا كانت ضرورية لحماية المدنيين، وهي قانونية بسبب تفويض مجلس الأمن ودعم دولي لمنطقة الحظر الجوي على ليبيا. وأردف أن مؤتمر لندن الذي ضم أكثر من 40 وزير خارجية، والعديد من المنظمات الدولية بما فيها منظمة المؤتمر الإسلامي ووفد من قطر والإمارات حقق أهدافه العملية، مشيرا أنه تم تكوين مجموعة اتصال للعمل الدبلوماسي بموازاة العمل العسكري. اليمن والقاعدة وعن اليمن، أفاد أن الأوضاع في اليمن تهمنا كثيرا، إذ أن لندن كانت ترتب لمؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض، ولكن المؤتمر ألغي بسبب التطورات الأخيرة في اليمن. وأضاف لابد للحكومة اليمنية أن تبني الثقة مع الشعب ومع المعارضة وتبدأ حوارا مع المعارضة، مشيرا أن بريطانيا ضد استخدام العنف مع المتظاهرين. وزاد أنه بدون استعادة الثقة سيكون من الصعب التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الانتقالية. وأشار نحن مستعدون للمساعدة في العملية الانتقالية ولكن لا نتدخل في اختيار الشعب في من يحكم اليمن. وأضاف نحن مثل المملكة نهتم باستقرار اليمن، ومن المهم إلا يكون هناك مجال للقاعدة في اليمن. كما تحدث عن التحضيرات لانطلاق الألعاب الأولمبية في لندن قائلا: «بقي أقل من 500 يوم على انطلاق الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012»، مؤكدا أن أعين العالم ستتوجه إلى لندن فنحن جاهزون ومرافقنا ستكون جاهزة لاستقبال الوفود». ورحب بمشاركة الرياضيين والفرق الرياضية من السعودية. وقال: «أنا اتمنى أن تفوز المملكة بميداليات ذهبية».