يعاني كثير من الأطفال الساكنين في شقق متقاربة من نقص فيتامين «د»، لعدم تعرضهم لأشعة وضوء الشمس التي حجبت عنهم بسبب التصاميم الهندسية للعمائر، فتضطر كثير من الأمهات إلى وضعهم في نوافذ الشقق، بهدف «تشميسهم». وطالبت عدد من الأسر بلفت انتباه المسؤولين في القطاعات المختصة للنظر في معاناة سكان الشقق، والبحث عن حلول ناجحة لتخفيف آثار ازدحام الوحدات السكنية المجاورة لبعضها البعض، سواء من خلال تصميم العمارات أو اختيار أماكن جيدة تسمح لأشعة الشمس والهواء النقي بالدخول إلى المنازل. وأكد سكان الشقق أن وزارة الشؤون البلدية معنية بالنظر في مسألة ازدحام العمارات من الناحية الصحية، مع مراعاة التصميم المعماري لتلك الوحدات السكنية، ليتمكنوا وأبناؤهم من أخذ كفايتهم من أشعة الشمس والهواء النقي. وأكد خالد القحطاني الأهمية القصوى لضوء الشمس في نمو الأطفال، وقال «يلاحظ أن منازلنا شيدت بطريقة تجعلها تفتقر للهواء والشمس رغم أهميتهما القصوى». وفي نفس السياق، تشير أم طارق إلى أن المبنى يؤثر على نفسية ساكنيه وصحتهم وسلوكهم، مبينة أن أفراد أسرتها يسعون بشكل دائم إلى الخروج من المنزل، ليشعروا باتساع الأماكن، والاستفادة من ضوء الشمس والهواء النقي الذي حرموا منه في منازلهم المغلقة، بسبب سوء البناء. وتذهب أم سعيد إلى مقولة «بيت لا تدخله الشمس يدخله الطبيب»، مشيرة بذلك إلى أهمية تعرض الأطفال لضوء الشمس لمساعدتهم على النمو بشكل طبيعي، مشيرة إلى أن افتقارهم لأشعة الشمس يجعلهم أكثر عرضة للأمراض الجلدية ونقص فيتامين «د». وكانت لأريج سعد محاولات رائعة لعكس أشعة الشمس لكافة غرف المنزل، قالت «عندما سكنت شقتي اكتشفت أنها تقع في منتصف عمارات، ولا يمكن لضوء الشمس أن يصلها إلا عبر نافذة واحدة، ما اضطرني لوضع مرايا في أجزاء من المنزل لعكس أشعة الشمس لأقصى مكان يمكنها الوصول إليه». إلى ذلك، أكد الدكتور محمد القحطاني استشاري غدد صماء وسكري ورئيس قسم الأطفال في جامعة الدمام، أن الشمس هي مصدر الحياة على سطح الأرض، وتعمل على تحفيز فيتامين «د» في الجسم، لافتا إلى أن نقص أشعة الشمس يسبب كساح العظام عند الأطفال، ما يؤدي إلى تقوس العظام وتشوهات مستديمة في عظام الأطراف والحوض، مضيفا أن عدم تعرض الأطفال والكبار لأشعة الشمس في أوقات معينة من النهار يعرضهم لنقص في فيتامين «د» في أجسامهم، مشيرا إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت فعالية فيتامين «د» في الوقاية من أمراض السرطان. وبين القحطاني أن نقص فيتامين «د» بأشكاله المرضية منتشر بين سكان المملكة، كدليل واضح على بعد سكانها عن أشعة الشمس. وعن كيفية التعويض لعدم التعرض لأشعة الشمس ينصح القحطاني بتناول فيتامين «د» على شكل قطرات للأطفال منذ الولادة، وعلى شكل حبوب للكبار طوال الحياة.