كتبت قبل أسبوع مقالا، ذكرت فيه أن من أهم وسائل محاربة الفساد وإضعاف سطوته وانتشاره تبسيط الإجراءات وتبسيط القوانين، إذا كانت إجراءات المعاملات والإجراءات بسيطة وواضحة فلن يجد المرتشون فرصة للرشوة، لن يدفع أحد لأي موظف إذا كانت الإجراءات واضحة وبسيطة. لا داعي لكل هذه التوقيعات التي قد تصل للعشرة لإنهاء المعاملة، لماذا يقف المراجعون طابورا أمام مكتب المدير ليضع إشارة لإجراء اللازم، وتمر بعد ذلك إلى عدد آخر من الرؤساء لتصل إلى المسؤول المكلف، أرجو من رئيس هيئة مكافحة الفساد أن يقوم بجولة سرية كمواطن عادي على كل الإدارات الخدمية في المدن الكبرى ليرى الازدحام والتكدس في صالاتها وممراتها، ويسأل نفسه لماذا هذا يحدث، سيجد عدة أسباب وأهمها تعقيدات الروتين والأنظمة القديمة التي لم تتطور من عشرات السنين، وقلة أعداد الموظفين أو عدم كفاءتهم أو التزامهم، وعدم صلاحية أماكن العمل المستأجرة لإنجاز العمل بطريقة حديثة في مبانٍ مفتوحة، كثير من الإدارات الخدمية الهامة لا تتوافق أماكنها ولا عدد موظفيها مع الزيادة السكانية الهائلة، وأمثلة لذلك الأحوال المدنية، والمستشفيات والجوازات وكتابات العدل. الازدحام والتكدس سبب هام من أسباب الرشوة لإنجاز الأعمال. وصعوبات الأنظمة وسهولة تأويلها مدعاة للرشوة. الفساد، يا معالي الوزير، يخلقه ويؤسس له صعوبة حصول المواطن على حقوقه بيسر، اسأل نفسك، يا معالي رئيس هيئة المكافحة: لماذا يلجأ الإنسان العادي للرشوة؟ الجواب الواضح لأنه لا يستطيع الوصول لحقوقه إلا بدهن السير، إنها معادلة بسيطة (ادفع تأخذ) والحل يحتاج لعزيمة وصدق. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة