كشف عبدالمنعم الهوني مندوب المجلس الانتقالي الليبي لدى الجامعة العربية العضو السابق لمجلس قيادة الثورة عن انشقاق كبير في محيط أسرة القذافي، إذ يطالبه بعض منهم بالرحيل، فيما يصر الآخر على بقائه في السلطة والمواجهة حتى اللحظة الأخيرة. وأفاد في حديث مع «عكاظ» أن عائلة القذافي انقسمت إلى مجموعتين، الأولى بزعامة الأب القذافي ونجله سيف الإسلام ومعتصم وخميس، الذين يصرون على استمراره في السلطة وتخريب وتدمير ليبيا، فيما يرأس نجله محمد والسعدي وهنيبعل وعز العرب وزوجته الفريق المطالب برحيله وحقن دماء الشعب الليبي. وأشار الهوني الذي قدم استقالته كمندوب لليبيا لدى الجامعة العربية وانضم للثورا، إلى أن سقوط النظام الليبي أصبح مسألة وقت مؤكدا أن القذافي يتهاوى ونظامه يلفظ أنفاسه الأخيرة خاصة بعد انشقاق موسى كوسا. وأردف أن انشقاق موسى كوسا وزير الخارجية يعد ضربة قاصمة لنظام القذافي، موضحا أن كوسا هو واحد من خمسة عناصر مهمة تعتبر ضمن الحلقة الضيقة في محيط القذافي. واسترسل أن النظام قد سقط وفقد شرعيته تماما، وعلى القذافي أن يرحل، والشعب قال كلمته الأخيرة وهي الثورة حتى النصر. وتابع أن القذافي تفنن في قتل المدنيين والأبرياء وأن العمليات الإجرامية التي ارتكبت ضد المدنين فاقت كل الوصف. وحول الخيارات التي تبقت للقذافي، قال لم يتبق له إلا خيار التفنن في القتل والتدمير والتعذيب لشعبه، مطالبا بمحاكمة معمر القذافي وكل من تورط في المذابح الجماعية التي شهدتها مختلف المدن الليبية. وحول فكرة تسليح الثوار، أوضح أن الفكرة مطروحة ولم يتلق الثوار أي دعم عسكري من أية جهة حتى الآن. وزاد أن الثوار يحققون انتصارات كبيرة وأكبر دليل على ذلك هو سقوط العديد من المدن في أيديهم. وأضاف أن النصر مقبل وسيتمكن الشعب الليبي من تحقيق الانتصار على القذافي عاجلا أم آجلا.وعن قرار تنحيه من منصبه ذكر: «لا يشرفني أن أعمل مع نظام يقتل مواطنيه ويسحقهم على هذا النحو اللا إنساني»، مؤكدا أن انضمامه مع الثورة جاء نتيجة قناعة تامة بأن نظام القذافي لا يصلح لقيادة لبيبا إطلاقا. وتحدث الهوني عن النقص الحاد للمواد الغذائية والصحية في الداخل الليبي، مطالبا المجتمع الدولي بسرعة تقديم المساعدات للشعب وإنقاذه من براثن نظام همجي لأي عرف إلا لغة الدم والسلاح. تجدر الإشارة أن الهوني تنحى عن منصبه كمندوب لليبيا لدى الجامعة العربية، تضامنا مع ثورة الشعب. وقدم استقالته وقرر الانضمام إلى ثورة المتظاهرين الليبيين المطالبين بإسقاط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال الهوني إنه وجه رسالة استقالة إلى العقيد معمر القذافي العقيد القذافي ووزارة الخارجية الليبية احتجاجا على السماح بضرب المتظاهرين العزل وسحقهم، معتبرا أنه كمواطن ليبي لا يمكنه السكوت مطلقا على هذه الجرائم التي تصل إلى حد الإبادة الجماعية. وطالب أعضاء من مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية العقيد القذافي بالتنحي وتسليم السلطة إلى الجيش.