أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة عزمه على الاستفادة من العقول الشابة للنهضة بالمنطقة، جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماع المجلس التأسيسي الأول لجمعية شباب مكة للعمل التطوعي الخيري في جدة أمس. وقال الأمير خالد الفيصل «نحن أمام مرحلة تاريخية، وسيكون لكم القرار والمشاركة في المرحلة المقبلة، فمنطقتكم ووطنكم بين أيديكم، ماذا ستفعلون؟». وزاد أمير منطقة مكة «تقدمنا بطلب إنشاء هذه الجمعية بعد مشكلة السيول الأولى، تقديرا منا للدور الذي قام به الشباب من الجنسين من أعمال تطوعية في تلك الفترة». وأكد الأمير خالد أنه تابع كل خطوات التحضير للجمعية المهمة والأولى من نوعها على مستوى المملكة «هذه الجمعية يجب أن تكون مختلفة في كل شيء، في الفكر والعمل والأسلوب، لأنها ستحقق نقلة نوعية في العمل التطوعي». وأضاف «إن هذه الخطوة هي الأولى التي تقام فيها جمعيات ومؤسسات تدار من قبل الشباب، وسيكون لها فرع ومجلس نسائي له إدارته المستقلة، ونريد أن نصل جميعا من خلال هذا العمل إلى العالم الأول، ونحن مصرون أن الإنسان في هذه البلاد يستحق مكانته في العالم الأول، لأن كل شيء متوفر لديه، ودائما أقول إذا توفرت الإدارة والإرادة تحققت الصدارة». وخلال الاجتماع، استعرض وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري عمل الجمعية، أهدافها، تأسيسها، وآلية عملها خلال الفترة المقبلة، واستعرض ورش العمل التي تمت لبلورة فكرة أهداف ورؤية هذه الجمعية. من جهة أخرى، حضر الأمير خالد الفيصل أمس، توقيع عقد شركة البلد الأمين مع استشاري الطرح لمشروع مترو مكة (شركة ارنست ويونغ)، وذلك لنقل نتائج دراسة الجدوى الفنية إلى مرحلة التنفيذ. وخلصت الدراسة الفنية إلى جدوى إنشاء شبكة قطارات (مترو) تغطي كامل مكةالمكرمة مكونة من أربعة خطوط مترو، يصل مجموع أطوالها بعد اكتمالها إلى 180 كيلومترا و88 محطة، وبذلك تغطي مناطق التنمية الحالية والمستقبلية حسب المخطط الهيكلي لمكة. مراعاة الزحام وروعي في التصميم حجم حركة الركاب في المحطات التي ستخدم المسجد الحرام، فعلى مستوى رصيف المحطة سيتم استخدام نظام أبواب مزدوجة مع حواجز زجاجية لتنظيم تدفق الركاب، إذ يتم انتظار عدد من الركاب كاف لملء عربات القطار بين الحاجزين الزجاجيين المجاورين للرصيف، في حين ينتظر بقية الركاب خلف الحاجز الثاني في مناطق انتظار مصممة بعناية لاستيعاب الحشود البشرية. وسيتم السماح لدفعة تالية من الركاب للدخول إلى المنطقة الواقعة بين الأبواب المزدوجة، بمجرد أن تصعد المجموعة الأولى من الركاب على متن القطار. ونتيجة للنمو المتزايد في عدد المسلمين في العالم، فمن المتوقع أيضا أن يصل مجموع الحجاج والمعتمرين إلى 16 مليونا بحلول العام 1451ه، كما يفد إلى العاصمة المقدسة العديد من المواطنين والمقيمين من داخل المملكة، لأداء العمرة والصلاة في المسجد الحرام على مدار العام، وخاصة أيام الجمع. وفي حين أن المدينة تلبي احتياجات زوارها على مدار السنة، فإن فترات الذروة تتركز في شهر رمضان (خاصة العشر الأواخر منه) وفي موسم الحج، ومن أجل تلبية هذا الطلب المتزايد بسرعة، يجري حاليا تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام (جهة الشامية) لتصل سعته الإجمالية إلى 1.6 مليون مصل، والذين لا يمكن إسكانهم جميعهم في المنطقة المركزية ضمن مسافة مشي مقبولة. وهذا يشير إلى الحاجة إلى تطوير مجمعات سكنية خارج المنطقة المركزية، مع توفير سهولة الوصول منها إلى المسجد الحرام من خلال نظام نقل عالي السعة (بالقطارات). مواكبة ساعات الذروة وتشير التقديرات إلى ضرورة أن يتمكن نظام النقل في المنطقة المركزية من تلبية أعلى تدفق في ساعة الذروة، المتمثل في خروج نحو 1.1 مليون مصل من المسجد الحرام بعد انقضاء صلاة التراويح خلال شهر رمضان. ربط المنطقة المركزية يحتاج الزحام الذي تعاني منه المنطقة المركزية إلى معالجة شاملة لتوفير بيئة مناسبة للمشي من وإلى المسجد الحرام، مع المحافظة على روحانية المكان. وهذا يؤكد الحاجة إلى توفير نظام نقل عام عالي الجودة، لخدمة المنشآت القائمة والمشاريع التطويرية الجديدة في المنطقة المركزية، وعلى وجه الخصوص لتسهيل وصول سكان مكة والحجاج والمعتمرين الذين يسكنون خارج المنطقة المركزية إلى المسجد الحرام. مشاريع مهمة ويجري حاليا تنفيذ مشروعين مهمين للسكك الحديدية على أطراف مكةالمكرمة، أحدهما قطار الحرمين السريع (القادم من المدينةوجدة) الذي تقع محطته في الجهة الغربية من مكة، والآخر هو قطار المشاعر المقدسة الذي ينتهي عند محطة الجمرات شرقا، فإن ربط هذين القطارين مرورا بالمسجد الحرام أصبح أمرا ملحا. وإدراكا من شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني المملوكة لأمانة العاصمة المقدسة، وتسهيلا لنقل الحجاج والمعتمرين داخل مدينة مكةالمكرمة، انتهت الشركة أخيرا، من الدراسة الفنية لإنشاء شبكة للنقل العام عبر القطارات (مترو) في مكةالمكرمة لخدمة الحجاج والمعتمرين، وأيضا لخدمة قاطني المدينة. هذه الدراسة ستكون حجر الزاوية في توفير شبكة كافية للنقل العام لمكةالمكرمة على مدار العام.