السؤال الذي طرحه الرأي العام خلال الأيام الماضية هو هل تستطيع هيئة النزاهة ومكافحة الفساد أن تحيط بتشابك غابة الفساد المالي، والإداري، وهو الأمر الهلامي الذي لم تستطع الإحاطة به مؤسسات وهيئات موجودة بيننا منذ سنين، والسؤال هنا مشروع، لكنه يأخذ بالاعتبار نظام العمل البيروقراطي القديم، حيث تنقل المعاملات بشنط الزنك الكبيرة، وتخزن في جهات الرقابة يراجعها قلة من الموظفين لسنوات قبل أن تظهر قضية فساد، أو غيره، وبعد كل هذا تكون القضية لطول الوقت قد ماتت فعلا بالتقادم. الرد على هذا التشاؤم بعد صدور الأمر الملكي الكريم ببدء عمل هيئة النزاهة ومحاربة الفساد، وتعيين رئيس لها، أنه لا أشك أن مسؤولي الهيئة سيواجهون جيش الفساد بشيء غير عدد الموظفين، فهذه الهيئة، مهما وظفت من الموظفين لن تستطيع تغطية مساحة التطور والمشاريع، ولكن الهيئة ستكون قادرة وبأقل عدد من الرجال جعل سرعة كشف مفاصل الفساد بتقنية تعامل إليكتروني مربوطة بوزارة المالية، وبالبنوك، وبإدارات العقود، لمراقبة حركة الصرف، والمشاريع والعقود، وأنها بعدد قليل من الموظفين المخلصين ستراقب كل شاردة وواردة، وسوف تسمع دبيب النملة الفاسدة في أي قطاع. مع ثقتي بأن كل هذا في ذهن المسؤول، لكن المهم التوجه لبناء إدارة عمل بتقنية صحيحة للرقابة الإليكترونية، وبالتعاون مع الأجهزة الأخرى العاملة في هذا المجال، علما أن تعاونها مع جهات الرقابة الأخرى نص عليه بالأمر الملكي. ولا أعرف جهة من جهات العمل الحكومي، والخاص لا تتعامل بتقنية حاسوبية متفوقة يمكن الارتباط بها بالجهاز الرقابي بطريقة أو أخرى. المهم أن تبدأ الهيئة، ولو أرادت فسيغطي عملها ما هو أبعد من الإدارة والمال إلى التستر، والعبث بمقدرات المملكة الاقتصادية، وهو أوسع أبواب الفساد التي نحسها في حياتنا، بل إني متأكد أن كل مواطن يحب وطنه سيقف مع الهيئة ليحمي عملها، ويبلغها عن ما يعرف، ومتأكد أيضا أنها ستعمل بالسرعة الكافية لتحديد بؤر فاسدة، وظهرت للعيان، ومتأكد أيضا أن بين موظفي الجهات التي يتسرب منها المال، والمحاباة موظفين مخلصين يريدون سندا ليوقفوا العبث في جهاتهم دون خوف من المسؤول. لا نريد الحديث عن قدرة الهيئة الآن، فالشق لن يكون أكبر من الراقع، والدولة بمسؤوليها تبدي تفهما لما رددناه كثيرا من أن الفساد أبو المصائب كلها، فنحن لا نريد التفريط بأمن الوطن، وضد كل عمل لنهب خير الوطن لمن يستحق، ومن لا يستحق لنتأخر لسنين أخرى، فالحقبة الذهبية للإصلاح التي يتبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤسس النهضة القائمة على العلم، والمعرفة ستغير عقلية الوطن، وتقضي على الفساد، تستطيع هيئة النزاهة ومحاربة الفساد بدء عملها خلال وقت وجيز بتقنية متفوقة موجودة الآن في بنوك ومؤسسات عالمية، وهذه التقنيات الرقابية تستطيع أن تسمع دبيب النملة الفاسدة في الظلام، وهي قادرة على ربط تجمع هائل من الإدارات يتصل بكل مفاصل العمل في الدولة والقطاع الخاص. المهم أن لا نخلق المستحيل في العمل، أو نتوقعه، فما يقضي على المبادرات غير وضعها في خانة المستحيل، والمستعصي، والإرادة، والإدارة هما عصب كل شيء. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة