أتابع بحرص أخبار الرقابة والضبط الإداري وكل ما يتعلق بمحاربة الفساد، إيمانا مني أن حدا عاليا من النزاهة ممكن الحدوث بتطبيق الرقابة وتفعيل النظم، والعقاب للفاسدين، وأن الفساد هو الشر، والخراب، ويجد فرصته في غياب النظم والقوانين، وتطوير نظم بعقاب صارم على الفاسدين سيقوي وازع النزاهة في ضمير المجتمع، فالفساد ينفذ من ثقوب الفراغ النظامي، والقانوني ليمارس نخره في بنية الوطن، ويفسد كل محاولات التنمية، والفساد أخطبوط متعدد الأطراف ينشرها في فقدان النظم، وعدم الشفافية، وضعف الرقابة، وهو دمار الأمم. من متابعتي ما نشر في «عكاظ» الاثنين الماضي (7فبراير2011م) في باب تطوير النظم المتعلقة بتقنين الرقابة في سبيل مكافحة الفساد. يقول الخبر إن هيئة الخبراء في مجلس الوزراء أبرمت عقدا مع معهد الملك عبد الله للبحوث والدراسات الاستشارية لتقديم خدمات استشارية لإعداد دراسة لتطوير أنظمة الرقابة، والضبط ووحدات المراجعة الداخلية، على أن يقوم معهد الملك عبد الله بالاستعانة ببيوت خبرة عالمية متخصصة بالأنظمة، وهو أمر دعوت له كثيرا حيث توجد نظم إلكترونية، وإدارية لديها قدرة في كشف خفايا حركة الإدارة، والمال، ومراقبة إنجاز المشاريع الكبرى، وحمايتها بوضعها في عين الرقيب، وهي نظم ليست جديدة بل مطبقة، ومجربة. ما نحتاجه للرقابة نظم مثل هذه تحمي الوطن من تمدد الفساد، وكانت الأخبار قبل هذا أشارت إلى قيام معهد الإدارة بالبدء في تنظيم عمل هيئة النزاهة ومحاربة الفساد لتفعيل دورها، وهو ما ذكرته في مقال سابق، وكل هذا يؤكد أننا، على الطريق الصحيح لبناء خطة وطنية منيعة تجعلنا في وقت قصير نضيق الخناق على الفساد، والفاسدين. وكما قدمت لحديثي، فعند محاربة الفساد ستختفي نسبة كبيرة من مشاكلنا الإدارية، وسيتغير وجه العمل البيروقراطي في بلادنا، ومع تغير الإدارة الروتينية البطيئة، وسيحصل الناس على حقوقهم، وينهون أعمالهم بيسر وسهولة. تحييد الفساد أولا، هو مفتاح الحلول لكل المعضلات التي تبدو لنا كجبال صماء لا يمكن زحزحتها، ومقترحي أن نعجل ببدء عمل هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، مع تعزيز الرقابة الداخلية على الأداء دون إبطاء فإن أصلحنا أداء قطاعات الحكومة، فلن تجد الجهات الفاسدة خارجها فرصة للعبث والتلاعب. إن الفساد هو باب البلاء الذي يهدد مواردنا، وتنميتنا، وبالتالي يهدد أمننا واستقرارنا فعلينا أن نشن عليه حربا بلا هوادة مهما كلفتنا هذه الحرب من مال وجهد، وعلينا أن نخيف الفاسدين بعقاب بعضهم، ونخيف من يفكرون بالتحايل لأخذ المال العام بردع من أخذوا لأن أي تهاون في التطبيق سيجعلنا نخسر قوة الوطن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة