أكد ل «عكاظ» رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب، أن الزلزال الذي شهدته اليابان أمس لا يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على المملكة، نظرا لحدوثها على حزام زلزالي بعيد كل البعد عن منطقتنا. وأضاف «تختلف هذه الزلازل تماما من حيث الوضع الحركي التكتوني عن الصفيحة العربية، وغير مرتبط تكتونيا بالصفيحة العربية، لأنه من المعروف أن النشاط الزلزالي للصفيحة العربية يتركز على حوافها على طول الحدود الشرقية منها على طول جبال توروس و زاجورس ممتدة حتى الشمال في تركيا، كما يتركز النشاط الزلزالي على طول ساحل البحر الأحمر من المملكة ممتدا إلى الشمال الغربي حتى خليج العقبة، وإلى الجنوب الغربي حتى خليج عدن». ولفت الدكتور نواب إلى أن المدن الواقعة على طول هذا الساحل غير معرضة لوقوع هذا النوع من الزلازل المدمرة، حيث أشارت دراسات تقييم الخطورة الزلزالية للمملكة التي قام المتخصصون بإجرائها عن احتمالية حدوث زلازل قد تصل قوتها إلى 6 درجات على مقياس ريختر في بعض المواقع على ساحل البحر الأحمر، ولكن نظرا لبعد هذه المصادر عن المدن الساحلية، فإن تأثيرها سوف يكون بسيطا ولا تشكل خطورة كبيرة على هذه المدن. ومضى رئيس هيئة المساحة الجيولوجية قائلا «من المعروف للعلماء والمختصين أن الزلازل تقع في أماكن معروفة ومحددة على مستوى العالم، وهي ما تعرف بالأحزمة الزلزالية، ولكل حزام زلزالي خصائص محددة من حيث أسباب حدوث الزلازل، وكذلك أقصى قوة لها، ولكن حتى الآن لم يتمكن العلم من تحديد الدقيق للعنصر الثالث وهو الزمن والوقت الذي سيحدث فيه الزلزال، ومن ضمن هذه الأحزمة الزلزالية، ما يسمى بحلقة النار، ويعتبر هذه الحزام من أكثر الأحزمة ذات النشاط الزلزالي، ويعتبر مصدرا زلزاليا خطيرا حيث تحدث فيه الزلازل العنيفة المدمرة، وآخر هذه الزلازل هو الذي ضرب شرق اليابان في ال11 من مارس الجاري، والذي تسبب في حدوث دمار للسواحل الشمالية لليابان، ولم تكن قوة الزلزال وحدها السبب الرئيس في إحداث هذا الدمار الهائل، بقدر ما يرجع هذا الدمار بسبب الأمواج البحرية العاتية (تسونامي)، التي هاجمت السواحل الشمالية لليابان، وقد حدث هذا الزلزال نتيجة التقاء العديد من الصفائح التكتونية على طول هذا الحزام الناري، حيث لا يستبعد تكرار حدوث مثل هذه الزلازل المدمرة في على امتداد هذا الحزام، وقد عانت اليابان والدول الواقعة على طول هذا الحزام من زلازل مدمرة وصاحبتها حدوث ظاهرة الأمواج البحرية العاتية (تسونامي). وأفاد الدكتور نواب أن زلزال اليابان الأخير صاحبه العديد من الزلازل اللاحقة أو التابعة، ومازالت مستمرة حتى الآن، وتصل قوى هذه التوابع إلى درجات كبيرة تصل إلى أكثر من 6 درجات على مقياس ريختر، ويرجع سبب حدوث هذه التوابع لقوة الزلزال الرئيس، حيث وصل إلى ما يقرب من 9 درجات وما نتج عنه من انبعاث للطاقة الهائلة المختزنة في صخور القشرة الأرضية، وسوف يظل استمرار حدوث هذه التوابع إلى أن تعود المنطقة إلى حالة الاستقرار الطبيعي لها قبل حدوث هذا الزلزال. يشار إلى أن محافظة مياغي اليابانية شهدت أمس زلزال بقوة 6.5 درجات على مقياس ريختر اليابانية، وتم إطلاق التحذير من حدوث موجات مد تسونامي، في وقت بلغت حصيلة ضحايا الزلزال والتسونامي السابق 10872 قتيلا وأكثر من 16244 مفقودا.