يبحث المؤتمر العالمي للأشعة الذي دعت إليه صحة الحرس الوطني في جدة اليوم بالتعاون مع الجمعية الأوروبية للأشعة عبر 6 جلسات علمية 21 موضوعا تتناول مستجدات تخصص الأشعة التشخيصية. ويطلق مدير عام الشؤون الطبية في صحة الحرس الوطني الدكتور سعد المحرج، أنشطة المؤتمر والدورة التدريبية الأولى بحضور نخبة من الأطباء المتخصصين في مجال الأشعة، في فندق إنتركونتيننتال في جدة. وأوضح ل «عكاظ» رئيس اللجنة العلمية العميد المشارك في كلية الطب جامعة الملك سعود فرع جدة الدكتور سطام لنجاوي، أن علوم الأشعة الطبية المختلفة لم تكن في أي حال من الأحوال أقل شأنا من مثيلاتها من العلوم الطبية الأخرى، فقد قفزت هذه العلوم قفزات واسعة وكبيرة في السنوات الأخيرة، حتى أصبح تخصص الأشعة يمثل الركن الرئيس وحجر الأساس في أغلب التشخيصات الطبية وذلك بفضل دخول تقنيات حديثة ومتقدمة وتطبيقاتها المختلفة مثل الأشعة المقطعية والذي تطورت تقنياته ليشمل تصور الشرايين للرقبة والجسم والأطراف وكذلك تصوير القلب والشرايين التاجية، بالإضافة إلى التصوير الفيزيولوجي لتروية الدماغ وباقي الأطراف وذلك بسرعة فائقة تكاد تكون في ثوان معدودة وليس دقائق. وعن تقنية الرنين المغناطيسي العالية الجودة أضاف الدكتور لنجاوي «الرنين أتاح الفرص لتشخيص أمراض عديدة يصعب التفريق فيما بينها بالفحص السريري والتحاليل الطبية فقط، ولعل من أبرز تطبيقات الرنين المغناطيسي هي أمراض المخ والأعصاب، آلام العمود الفقري، وآلام وأمراض وإصابات المفاصل والتي يمكننا الرنين فيها من تشخيص أدق التغيرات وأبسطها بالإضافة إلى ظهور تقنيات أخرى للرنين مثل التحليل الطيفي للأنسجة بالرنين المغناطيسي والذي يمكننا من تشخيص درجة التغير في الأورام الحميدة والسرطانية دون الحاجة لأخذ عينة من النسيج أو القيام بأي عملية جراحية. وعن تطبيقات الأشعة التداخلية والعلاجية في النطاق الصحي قال: هذه التطبيقات أصبحت واسعة الانتشار، حيث أصبح بالإمكان ودون الحاجة لإجراء عمليات جراحية توسيع أو إغلاق أي شرايين غير سليمة في الجسم والأطراف وذلك حسب نوع المرض أو الحاجة الطبية، كذلك أصبح علاج الكثير من الأورام الحميدة والسرطانية عن طريق إجراء قسطرة شريانية، حيث يتم خلالها حقن بعض المواد الطبية الخاصة للتخلص من الورم دون استئصاله مثل أورام الكبد والكلية والرحم أو في أقل تقدير تحضير المريض لإجراء عملية استئصال مع التقليل من احتمالية فقدان الدم خلال العملية الجراحية. وحول الطب النووي نوه الدكتور لنجاوي، أن الطب النووي شهد خطوات واسعة خصوصا فيما يختص بالتصوير الطبي للأورام، حيث أدت التطورات التقنية خلال السنوات الأخيرة إلى القدرة على دمج صور الطب النووي مع صور الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتمكننا ليس فقط من رؤية التغييرات المرضية في الأنسجة ولكن أيضا معرفة نشاطها ودرجتها ومدى انتشارها مما أدى إلى قفزة نوعية في علاج الأورام السرطانية وزيادة نسبة الشفاء منها. وفي سياق متصل أفاد العميد المشارك للدراسات العليا والشؤون الأكاديمية في جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية فرع جدة الدكتور منصور القرشي، أن برامج الدراسات العليا لا تقتصر على برامج تدريب الطبيب المقيم، بل هناك برامج الزمالة، وبرامج تدريب طلاب الامتياز والتدريب الصيفي، بجانب الدورات التدريبية المتقدمة لدعم الحياة والإنعاش في جميع المجالات الطبية، ويتم نشر التطورات الحديثة في مجالات الرعاية من خلال المؤتمرات، والندوات وورش العمل بالإضافة إلى الإجازات المهنية المتعلقة بالمؤتمرات العالمية. الدكتور القرشي نوه إلى أن برامج التدريب الطبي (الإقامة والزمالات الدراسية وغيرها) ودورات دعم الحياة والإنعاش بالإضافة إلى الأحداث الطبية والدولية وجميع هذه الأحداث يتم الإشراف عليها من قسم الدراسات العليا والشؤون الأكاديمية في المنطقة الغربية. يشار إلى أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية اعتمدت 27 ساعة تعليمية للمؤتمر.