عرض السبت 19 مارس في إطار فعاليات بينالي الشارقة العاشر فيلم (اختفاءات سعاد حسني الثلاثة) للمخرجة اللبنانية رانية اسطفان، بطولة سعاد حسني، وهو فيلم أنتج خصيصا للبينالي وعرض فيه للمرة الأولى. الفيلم يقدم سيرة ذاتية لسندريلا السينما المصرية سعاد حسني في عمل درامي سينمائي، ولكن من دون الاستعانة بممثلين. حيث يعتمد على عدد كبير من أفلام النجمة الراحلة (1943-2001) والتي بلغت أكثر من ثمانين فيلما، عبر أخذ مقاطع منها ثم إعادة (منتجتها) للحصول على فيلم يروي سيرتها، أو ما يشبه السيرة، وتلعب دور البطولة فيه سعاد حسني نفسها، بحسب وكالة فرانس برس. وتبدو سعاد حسني في (اختفاءات سعاد حسني الثلاثة) والذي مدته 70 دقيقة، كأنها لعبت في حياتها كل الأدوار التي يمكن لممثل أن يجسدها، مما يؤكد مجددا أسطورة نجمة مصر الراحلة. وهنا بالذات يكمن معنى (الاختفاءات) المشار إليها في عنوان الفيلم. وأوضحت المخرجة اسطفان أن الاختفائات الثلاثة التي ترمي إليها في الفيلم هي أولا اختفاء السينما المصرية الحديثة التي جاءت بعد الثورة، ثم اختفاء ما تمثله سعاد حسني من هذه المقدرة على الأداء الذي لا تجده اليوم، وثالثا اختفاء ال«في إتش إس» الفيديو التقليدي الذي عرفنا على كل الأفلام المسجلة، الفيديو بشروط عرضه البسيطة التي اختفت اليوم مع شروط العرض الحديثة والنوعية. وهذا الفيلم نوع من تحية، إذا لم نقل مرثية لزمن تمثله سعاد حسني، ولم يعد موجودا اليوم، كذلك تغليب لنزعة الحنين إلى شروط عرض بسيطة، رغم الحضور التقني الكبير لأجهزة العرض الحديثة. ولعل المخرجة لم تجد بديلا للسندريلا، فجعلتها هي من تمثل دورها، فالمرة التي قامت بها الفنانة منى زكي بتجسيد شخصية سعاد حسني، جعلها تتعرض لمقارنة لم تكن في مصلحة منى زكي، كما أنها انهال عليها النقد القاسي سواء من قبل الجمهور أو النقاد، أدى إلى اكتئاب الفنانة منى لفترة. الفيلم ينقسم إلى ثلاثة فصول، على طريقة (المأساة الإغريقية)، الفصل الأول حكاية البراءة والتعلق بالأب وقصص الحب الأولى، التي سيظهر فيها المغني عبدالحليم حافظ. ويلي ذلك فصل معاركة الحياة، وأخيرا يأتي فصل المأساة، لنرى سعاد حسني وهي تتعرض لكم كبير من عنف المجتمع والرجال والزمن، وصولا إلى انتحارها في آخر الفيلم. من جهة أخرى أكدت عائلة سعاد حسني، رغبتها في فتح ملف انتحار الفنانة، خاصة بعد إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك، معللين ذلك بأنهم أكيدين أنها قتلت ولم تنتحر، خاصة بعد أن قامت بكتابة مذكراتها.