لا شك أن شخصية العقيد معمر القذافي ستغري العديد من صناع السينما، على القيام بفيلم يجسد شخصيته المركبة المعقدة، التي من الممكن أن تصنع دراما تراجيدية كوميدية في آن واحد، خاصة بعد عرض خطاباته الأخيرة، والتي أكدت أنه بلا شك صاحب شخصية غير سوية بكل المقاييس. وأفضل من يجسد شخصية القذافي هو الممثل المصري محيي إسماعيل، وذلك بسبب الشبه الكبير بينهما (في الهيئة الخارجية فقط)، ومن حسن الحظ أن محيي عاد إلى السينما بعد انقطاع طويل، في فيلم (حد سامع حاجه)، للمخرج سامح عبدالعزيز، وبطولة رامز جلال في 2009، الذي لم يلاق نجاحا جماهيريا، واعتبره الجمهور نسخة سيئة من الفيلم الأمريكي Stranger Than Fiction (أغرب من الخيال)، إضافة إلى احتوائه على عدد من الأخطاء الإخراجية، واعتبر الجمهور أن أهم ما في الفيلم هو عودة محيي إسماعيل. كما أن ظهوره في (حد سامع حاجه)، أكد على أنه يشبة القذافي في جميع مراحله العمرية، وهذا ما سيلاحظه المشاهد، إذا قارن ما بين آخر ظهور للقذافي في خطاباته الأخيرة، وشكل محيي إسماعيل في هذا الفيلم. إضافة إلى أن الاثنين يتشابهون في الذوق، من ناحية تسريحة الشعر، وحبهم لارتداء القبعات، وتفضيلهم لارتداء البذلات الرسمية البيضاء. ومما لا شك فيه أن الفنان محيي إسماعيل على علم بهذا الشبه، وسبق أن طرحت فكرة عمل فيلم قصة حياة القذافي منذ حوالي تسع سنوات، وسافر محيي مع الراحل سعد الدين وهبة إلى ليبيا لأخذ موافقة القذافى على عمل فيلم يحكى قصة كفاحه، ورحب القذافى بالفكرة، لكن محيي لاحظ أن شخصيته شديدة التركيب والتعقيد، فقد أعطاه القذافى 15 كتابا من تأليفه ونصحه بقراءتها قبل كتابة الفيلم؛ ومن أهمها (الثأر)، (القرية)، (الكتاب)، وغيرها وبالفعل قام محيي بقراءتها ولكن التنفيذ كان يتعطل باستمرار. يذكر أن الفنان محيي إسماعيل سبق أن قدم شخصيات تاريخية عديدة مثل نابليون بونابرت ويوليوس قيصر.