تواجه الميادين الجمالية في مدينة جدة والتي تم إنشاؤها منذ حوالى ربع قرن، خطر الإزالة تحت ذريعة أن وجودها لا يتلاءم مع الخطط المستقبلية والتنامي الكبير في عدد سكان المحافظة. وقد تجاوزت هذه الميادين حاجز «المتطلبات الجمالية» لتصبح ضمن المعالم الحضارية التي تتحلى بها هذه المدينة العتيقة ويتباهى بها أبناؤها أمام زوارها. ولكن واقع الحال يقول: عندما تم إنشاء هذه الميادين لم تكن جدة تعاني من كثرة المركبات والشاحنات مثل تلك التي تثقل كاهل طرقها وشوارعها اليوم. وهكذا تأبى الكثافة السكانية والاختناقات المرورية إلا أن تكون سببا رئيسا في إزالة هذه المناظر الجميلة والتي قد تهاجمها معدات الهدم والإزالة في أي لحظة، وأمام هموم الازدحام والاختناق الذي تشهده «العروس» يوميا والذي أصبح مصدر قلق لسكانها وزوارها ظهرت في فترات سابقة عدة مقترحات لتخفيف الاختناقات المرورية التي تعانيها الميادين وإمكانية الإستغناء عن بعضها وترحيل مجسماتها إلى مناطق أخرى أقل كثافة، ولكن هذه الحلول لم تؤخذ بشكل جدي ولم تظهر أي بوادر لمعالجة الأمر. لابد من حلول عاجلة «المدينة» رصدت آراء بعض المواطنين حول معاناتهم مع الازدحام اليومي في الميادين العامة حيث طالبَ ناصر الدبيسي بإيجاد حلول عاجلة لمشكلة الازدحام التي تسببها الميادين، سواء بإزالتها أوإيجاد بدائل أخرى تعطي حلولا أفضل مثل الجسور والأنفاق وإيقاف المعاناة اليومية. ويوافقه في الرأي عمر المحمدي مشيرا إلى أن المشاريع التي تم إنجازها وساهمت في تسهيل وإنسيابية الحركة في بعض المواقع، تجعلنا نطالب بسرعة إزالة هذه الميادين لإنهاء مشكلة الاختناقات المرورية اليومية. لا للإزالة وتحدث صالح الدبيسي مؤكدا أن هناك العديد من الحلول الممكنة لتفادي إزالة الميادين التي تحمل مناظر جمالية، رافضا في الوقت نفسه فكرة الإزالة والتي سوف تتسبب في اختفاء معالم حضارية متميزة عن عروس البحر الأحمر. من جهته أوضح مصدر مسؤول في أمانة مدينة جدة أن العديد من الميادين في المدينة مستهدفة من مشاريع الإزالة والتي تم وضعها في أجندة الأمانة خلال الفترات المقبلة خصوصاً المشاريع التطويرية التي تستهدف الميادين ذات الكثافة السكانية العالية والتي سيبدأ العمل فيها حسب الترتيب الزمني المعد لذلك.