أوصى المؤتمر الدولي للسمنة الذي نظمه كرسي علي الشهري لمكافحة السمنة في جامعة الملك سعود واختتم أنشطته أخيرا في الرياض على تبني ودعم الاستراتيجية العربية لمكافحة البدانة وتشجيع النشاط البدني، وذلك وفق أحدث أساليب العناية الصحية، وإنشاء مراكز تميز تعنى بالسمنة من حيث الوقاية والعلاج والتثقيف الصحي تبدأ في جامعه الملك سعود ثم تنتقل للجامعات الأخرى ثم إلى المراكز الطبية المتقدمة في كل مناطق المملكة، على أن تضم هذه المراكز عيادات متعددة التخصصات مثل جراحة إنقاص الوزن، استشاري غدد، أخصائي تغذية علاجية ونشاط بدني، وأخصائي نفسي، وتقوم بحل المشكلة عن طريق العلاج الإكلينيكي والتثقيف الصحي لكل حالة وأسرتها من خلال الكادر الطبي المتخصص وإعداد الأبحاث الطبية والإحصائات التي تبنى عليها الخطط القادمة. فحص إلزامي وأفاد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عايض القحطاني أن التوصيات شددت على أن مقدمي الرعاية الصحية يجب عليهم استخدام الرسم البياني لمؤشر كتلة الجسم، وتشخيص فرط الوزن والسمنة وتبليغ الأهالي بذلك وتقديم النصائح لهم، ويكون الرسم البياني من خلال كتلة الجسم، وأن يكون هناك فحص إلزامي ودوري للكبار والأطفال من وقت الولادة بحيث يمكن متابعة الطفل ووضع التوقعات والتدخل في الوقت المناسب أن لزم الأمر، بحيث لا تترك المشكلة تتفاقم وقد يكون ذلك مشمولا مع كروت التطعيم. ولفت الدكتور القحطاني إلى أنه طالب بزيادة دعم البحوث العلمية والتدخلات العلاجية وطرق الوقاية الموجهة لدراسة جوانب متعددة من البدانة والعوامل المؤثرة عليها في المملكة، وضرورة عمل دراسة استقصائية وطنية عن مدى انتشار السمنة والأسباب المؤدية، على أن تدعم الجامعات ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بأولوية تمويل هذا المشروع الذي يعتبر من أهم المشاريع التي سيقوم بها الكرسي لوضع القاعدة الأساسية لبيانات السمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال وأسبابها في المملكة. تثقيف المجتمع ونوه القحطاني إلى أن المؤتمر وجه بتثقيف المجتمع بأخطار السمنة، وجعل نمط الحياة الصحي جزءا من ثقافة المجتمع، والاستفادة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وورش العمل للتعاون مع المدارس والجمعيات والمستشفيات والوحدات الصحية في مختلف الأحياء السكنية. وطالب المشاركون في توصياتهم وزارة الصحة بفتح عيادة خاصة للسمنة ومركز صحي في كل حي، وتوفير جميع الإمكانيات لهذه العيادة حتى يتم تحويل الحالات للمراكز المتخصصة بالسمنة، وتزويد هذه العيادات بالإرشادات والرسم البياني لكتلة الوزن والأساليب والطرق الخاصة للوقاية من المرض، والاستفادة من المؤثرين اجتماعيا والمشاهير لتشجيع النشاط البدني. وأضاف الدكتور عايض القحطاني «أن المؤتمر أوصى بتوفير ممرات المشاة في أماكن متعددة وصحية، وتحسين الطرق إلى المدارس، وإنشاء أماكن مجانية أو بأسعار رمزية لممارسة الرياضة والمشي وركوب الدراجات، وممرات للمشاة تخدم معظم المناطق في المدن وبعيدة عن دخان عوادم السيارات الكثيف وأن تكون هذه الممرات آمنة ومناسبة لطلاب المدارس». نواد رياضية كما أكد المؤتمر على إنشاء ما يسمى بالنوادي الرياضية الصحية والترفيهية التي توفر أماكن المشي والحركة وركوب الدراجات ولعب الكرة بأنواعها بأسعار رمزية أو مجانية وتكون متاحة للجميع مع توفير المواصلات، وأهمية الفحص الدوري لوزن وطول الطفل وإيصاله للمعنيين بالصحة، واستبدال أجهزة بيع المشروبات الغازية والحلويات بأجهزة بيع منتجات صحية كالماء والحليب قليل الدسم والعصير الكامل، ونشر أجهزة تحتوي على الأغذية والمشروبات الصحية مثل الحليب قليل الدسم والعصير غير المحلى والمياه ولبن الفواكه وغيرها من الوجبات الصحية الخفيفة وتقديمها بشكل مغر للأطفال والشباب. المسؤولية الاجتماعية وفي سياق متصل، أكد كل من إيرك فان، فيلكس جوسل، ومحمد أبو الهوى (من القطاعات الداعمة للحملة الوطنية ) أن السمنة أصبحت من أبرز المشاكل التي تعاني منها المجتمعات، خصوصا المجتمعات العربية في ظل الطفرة الاقتصادية التي تعيشها وقلة الحركة وانتشار المطاعم وتوفر وسائل الرفاهية. وأضافوا «أن مكافحة مرض السمنة تحتاج إلى تضافر الجهود من كافة القطاعات الصحية العامة والخاصة، ومشاركتنا كقطاع خاص من دانون ونوترشيا في دعم الحملة الوطنية يأتي من منطلق دورنا في المسؤولية الاجتماعية، والتعاون في كل ما يخدم المجتمع». وأكدوا على ضرورة الوعي الصحي لأفراد المجتمع لتجنب الإصابة بالمرض، خصوصا أن تكريس التوعية من القطاعات الصحية لا يكفي وحده إذا لم يتعاون الفرد مع النداءات الموجهة لتجنب السمنة.