أعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس أنه سيدافع عن نفسه بكل الوسائل الممكنة، ودعا العسكريين المنشقين إلى العودة إلى جادة الصواب. وقال الرئيس اليمني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي «سنتمسك بالشرعية الدستورية ونحافظ على أمن واستقلال وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية بكل الوسائل الممكنة». وتحدث الرئيس اليمني خلال لقاء مع ضباط الجيش والشرطة الذين ما زالوا موالين له ودعاهم إلى اليقظة عشية تظاهرة الجمعة. وانتقد الرئيس اليمني من جهة أخرى المعارضة البرلمانية التي تؤجج التظاهرات الشعبية، معتبرا أنه «حتى لو دخلنا معهم الآن في أي تفاهم، سيكون الوضع أسوأ مما هو عليه». ودعا الضباط والجنود الذين انشقوا «للعودة إلى جادة الصواب لأنهم ارتكبوا حماقة». وقرر المتظاهرون أن ينظموا اليوم «يوم رحيل علي عبدالله صالح» والزحف إلى القصر الجمهوري. من جهته، دعا صالح أنصاره إلى التجمع الجمعة في ساحة قريبة من القصر الجمهوري الذي يبعد بضعة كيلومترات عن وسط صنعاء. وقد أصيب ثلاثة عسكريين يمنيين فجر الخميس في اشتباكات جديدة بين الجيش والحرس الجمهوري الموالي للرئيس علي عبد الله صالح. وقد أعلن قادة عسكريون جدد أمس انضمامهم إلى «ثورة الشباب» امام المعتصمين في صنعاء منذ 21 فبراير، في وقت يجري اللواء علي محسن الأحمر الذي كان يعد من أهم أعمدة النظام مشاورات لتشكيل مجلس انتقالي، بحسب ما أكد مطلعون على هذه المشاورات. وكان الشباب المعتصمون في ساحات التغيير في جامعة صنعاء أمس دعوا كل اليمنيين في المحافظات للمشاركة في مسيرات أطلقت عليها جمعة الرحيل، في الوقت الذي حذرت فيه الداخلية اليمنية من مغبة تنظيم المسيرات أو المظاهرات غير المرخصة أو مخالفة القانون في هذا الشأن، ويستعد حزب المؤتمر الحاكم تنظيم مسيرة يشارك فيها مليونا شخص تأييدا للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وللمبادرات التي قدمها لمنع وقوع البلاد في فتنة حرب أهلية.. وكانت منصة شباب التغيير أعلنت استعداد الشباب للزحف إلى دار الرئاسة الجمعة، لكن تم تأجيلها إلى الجمعة المقبلة، واعتبار اليوم جمعة الرحيل لا جمعة الزحف.. وقال مصدر أمني إن هناك معلومات عن قيام بعض الأطراف الحزبية بالإعداد لمظاهرة نسائية مشبوهة غير مرخص لها في العاصمة صنعاء، تحت مبرر تأييد الشرعية الدستورية والديمقراطية.. وحذر المصدر من خروج أية مظاهرات غير مرخص لها من السلطات المختصة.. معتبرا أن ذلك يعد مخالفة للنظام والقانون.. إلى ذلك، تستعد العاصمة صنعاء لاستقبال أكثر من مليوني مواطن للمشاركة في مسيرة جمعة التسامح.. وقد بدأت جموع المواطنين ورجال القبائل في التوافد إلى أمانة العاصمة للمشاركة في هذه المسيرة الكبرى التي ستضم شرائح اجتماعية مختلفة من الرجال والشباب والنساء والأطفال؛ للتعبير عن تأييدهم لمبادات الرئيس علي عبد الله صالح ووقوفهم مع الشرعية الدستورية، ومع الأمن والاستقرار والحوار ورفض العنف والفوضى.. وعلى الصعيد نفسه، اعتبر رئيس الدائرة الإعلامية في المؤتمر الشعبي الحاكم طارق الشامي تصعيد المشترك بتنظيم جمعة الزحف على القصر الجمهوري بمثابة انقلاب على الشرعية، وعبر عن أسفه للتصريحات التي أطلقها الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان حول ما أسماه «جمعة الزحف»، وتحريضه للمعتصمين بالزحف على القصر الجمهوري في صنعاء الجمعة. وفي حضرموت، وقعت اشتباكات جديدة بين الجيش اليمني والحرس الجمهوري الموالي للرئيس علي عبد الله صالح فجر أمس، ما أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين بجروح كما أفاد شهود عيان ومصادر طبية. وقال الشهود إن «اشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري والجيش وقعت فجر أمس في مدينة المكلا محافظة حضرموت». وأكد مصدر طبي أن «ثلاثة جنود يمنيين أصيبوا بجروح في الاشتباكات»، فيما أعلن مصدر طبي آخر أن «مستشفى ابن سيناء في المنطقة استقبل ثلاثة جرحى بالرصاص، بينهم اثنان من الحرس الجمهوري وآخر برتبة عقيد في الجيش». وفي سياق آخر، أحبطت شرطة دبي محاولة لتهريب 16 ألف قطعة سلاح إلى اليمن، تقدر قيمتها ب 16 مليون درهم (4.3 مليون دولار). ونسبت وكالة أنباء الإمارات الرسمية «وام» أمس إلى الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي قوله، خلال مؤتمر صحافي، إنه تم إلقاء القبض على خمسة أشخاص من جنسية عربية وآخر من الجنسية التركية. وأضاف أن شحنة الأسلحة الشخصية كانت في طريقها من تركيا إلى اليمن. ولم يكشف خلفان بالتحديد عن هوية المعتقلين العرب الخمسة.