يرجع ظهور العملات المعدنية إلى القرن السابع قبل الميلاد في بلاد الإغريق وآسيا الصغرى، في صورة قطع معدنية تتألف في أغلبها من خليط من الذهب والفضة، ولكن صناعتها برزت بشكل واضح في القرن السادس قبل الميلاد، بعد نجاح الصناع في فصل الذهب عن الفضة، وبعدها انتشرت العملة المعدنية في كامل ضفاف البحر المتوسط, وقد تواصل استعمالها من قبل الحضارات الرومانية المتعاقبة، وكانت تسمى «آسوهي»، وهي عبارة عن كتل معدنية من البرونز مزينة برسم بقرة. وفي القرن الثالث قبل الميلاد، ظهر في روما أول مصنع أو معمل متكامل للنقود، وتوالى بعد ذلك تطوير العملة، حيث قرر الملك شارلمان في فرنسا سنة (781) م سك عملة جديدة من الفضة, ثم ظهرت عملات أخرى في مختلف أنحاء العالم كانت مرتبطة بالدول والإمبراطوريات الكبرى, فكل إمبراطورية تسعى لبسط نفوذها على منطقة أو دولة ما، تلجأ عادة إلى ضرب نقود جديدة، مثلما حصل في كل الحضارات، ومنها عملات حضارتنا الإسلامية المعروفة بالدينار والدرهم. واستمر سك العملات المعدنية فقط، حتى صدرت معها العملات الورقية، حين أصدر بنك إنجلترا أول عملة ورقية بعد فترة قصيرة من تأسيسه عام (1694)، وكانت قيمة العملة تكتب باليد على الورقة المالية، ومنذ عام (1745) جرى طبع قيمة العملة الورقية، وفي عام (1855) بدأ طبع جميع العملات الورقية في كافة مراحلها. لقد كانت العملات المعدنية في الماضي قاعدتها من الذهب والفضة، واستمرت كذلك حتى الحرب العالمية الأولى, ثم تطورت إلى النيكل والنحاس، ومن مميزات العملات المعدنية أنها لا تتعرض للتلف السريع، مثلما يحدث مع نظيرتها من العملات الورقية, ولا تتعرض للتقليد، كما أن عمرها الافتراضي أطول بكثير من العمر الافتراضي للعملات الورقية, وعلى الرغم من ذلك إلا أن تكلفة العملات المعدنية عالية، فضلا عن كونها تحتاج إلي تحديث مستمر في الآلات والمواد الخام والأساليب المستخدمة، وخاصة مع التطور التكنولوجي، حيث تتبع أساليب فنية وطرق تكنولوجية خاصة للحد من عملية التزييف، كما تضمن استمرار تداولها لعشرات السنين دون أن تبلى. [email protected]