«كن رجلا ولا تتبعني».. قالها أحد الفلاسفة؛ ترجمتها أن يكون لك ذاتك، إبداعك، رأيك، أين حلولك ووجهة نظرك، ما يحدث في الإعلام الرياضي هو العكس تماما، تبعية جوفاء، فكر مغلق يسلب أهم خصائص الإنسان حتى ليصبح إمعة. جميعا نتفق على أن هناك أزمة ثقة في مكونات الحركة الرياضية تبدأ من الملعب ولا تنتهي في لجانها المتخبطة، المتناقضة، ولذلك سماها خالد الطويل (الفوضى)، وهي حالة رياضية حاصلة في كرة القدم بشكل خاص، وأكد أنها مرشحة للتأزم ما دام الوضع دون تغيير، ولست متفقا معه في التطوير على اعتبار أن الواقع يؤمن بلحظتين؛ إحداهما تأسيس والأخرى اختيار. في المرحلة التأسيسية لا بد أن نقف أمام سؤالها الأول (ماذا نريد)، وحينما نعرف الإجابة يكون التأسيس قويا، أما الاختيار فهي ترجع إلى الرؤية التي تم عليها ترشيح الشخصيات، وفي كلتا الحالتين تتضح رؤية الصواب من الخطأ في المرحلتين. سأبدأ بالوعاء الناضح بالرأي لهذا الحراك وهي (الصحافة الرياضية)، وهي التي لم تكن يوما حاضرة الحقيقة، مواجهة لمشاكل، متصالحة مع نفسها ومجتمعها، بل كانت سببا في التأزم، المؤسف أكثر أن هذا جاء وفق بناء محكم فجل مسؤولي الأقسام الرياضية وحتى الصحف الإلكترونية، استقطبوا تلاميذ لهم، أشبعوهم بالفكر الميولي الحاد والأحادي الطرح وكرسوا فيهم ثقافة الإقصاء والتعصب وقلب الحقائق ولي عنقها، حتى يصبح التغيير منقوصا أو مستحيلا، فمهما كان التغيير (فكرا أو أشخاصا) سيصطدم بوعاء معرفي طارد لن يقبله، ولن تكون له نافذة النجاح لكي يغير واقعا ملوثا، وسيمارسون التأليب أو التحريض لتحجيمه ومن ثم فشله. إن ما يجعلني متشائما أن من يتولون صنع القرار الرياضي إعلاما هم المحركون والحاضنون لهكذا رؤية. نعم هناك احتواء لجيل قادم يمارسون عليه الاستغماء والتبعية؛ وهو ما يعني أن هناك جيلا آخر أكثر تأزما وانغلاقا سيستشري أفقه، وبالتالي استمرار فوضويته على الحراك الرياضي، وسيجدون المبررات للي عنق الحقيقة وبالتالي تضارب القرارات. إن هناك من يقول إن ما يحدث حاليا هو فرصة سانحة ومغرية أمام أصحاب القرار لمعرفة الحقيقة، كما هي، لكنني أتساءل مع الكثيرين؛ متى الخلاص حتى لا تصبح أكثر فوضوية. *** خسر الأهلي لقاءه العاشر في الدوري أمام التعاون، لا جديد في ذلك، كان اللاعبون أسوأ ما في التسعين دقيقة، روحا انهزامية وقلة حيلة، لكنني لا أعرف حالة الغضب التي سكنت قلوب جماهيره في هذا الوقت بالذات، كان على عشاقه التدخل منذ بداية الموسم، أما الآن فهو رأي مصطنع ولا أراه صادقا مع أنفسهم فكيف مع الأهلي وهم الذين يعشقونه، كما إنني أضحك مع الكثيرين على حالتي السخط والغضب اللتين تحلان على الأهلي كما قال أحدهم . لست مدافعا عن شخوص الأهلي، فأنا أكثر من أوجعهم كلاما، لكن النقد غير المتزن ومن الأقل عمرا وتجربة يسيء لحق الكبار، إن طاولة الاجتماع والتي تتمنى التصوير معها حوت رجالا صنعوا التاريخ ومجدا، ما زال الآخرون يحاولون اللحاق به. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة