كانت جمعتنا في الأسبوع الماضي جمعة ليست ككل الجمع .. فهي لم تكن جمعة غضب ولا رحيل وإنما هي كعادة هذه الجمعة عبر التاريخ الطويل .. إذ أصل الرب فيها معاني كثيرة .. يعيش دقائقها الإحساس المؤمن وينطلق معها عبر تجليات روحية إلى سموات من الانشراح وانتظار لحظات الفرج .. كيف لا وفيها ساعة من ساعات الإجابة. وكان رائد هذه الأمة ومليكها قد أراد أن يكون كما هو دائما فوق كل التقاليد وفوق كل التقليعات .. إذ كان وما زال ينطلق من قاعدته الإيمانية تربطه صلة وثيقة بربه .. يخافه ويرجوه ويخشى عذابه. من هنا كانت إدارته الحكيمة دائما ما تصيب الهدف .. وتحمل تباشير الخير والعطاء والنماء. الديوان الملكي والحبكة: وأحسن الديوان الملكي صنعا عندما أعلن يوم الخميس الماضي عن أن المليك المفدى سيطل على شعبه وعلى العالم بأسره من خلال الشاشات الفضية .. ووقت لذلك الساعة الثانية ظهرا .. ولأول مرة في تاريخ المملكة يحظى التلفزيون السعودي بكل قنواته بهذا الحشد الهائل .. وبهذه القاعدة الجماهيرية العريضة .. التي أمضت تلك الليلة لا أقول في حالة من الترقب والحذر .. وإنما كانت في حالة من الاستبشار والوثوق بأن هناك شيئا بل أشياء تحملها طيات الساعات القادمة .. مبعث ذلك الثقة في ملك العطاء وملك الخير .. الأب الحاني عبدالله بن عبدالعزيز. ساعة الفرج: وعند الساعة الثانية وقبلها بقليل تجمهر ملايين البشر لا غضبا ولا شغبا .. وإنما حبا وانتظارا كانتظار هلال العيد الذي يملأ الدنيا فرحا وبهجة وسرورا .. وأطل خادم الحرمين الشريفين إطلالة كانت الخير والإيمان وتدفقات بالعطاء .. شغلت العالم بأسره وجاءت محققة لآمال الكثير ومحبطة لأعداء الدين وأعداء هذا الوطن الكبير .. نعم وصفعة قاسية لكل أولئك الخارجين عن القانون الناقمين على نعمة الله. الاقتصاد السعودي يرتفع عاليا: لقد جاءت الأوامر الملكية مستقطبة لكل الأبعاد وكل الأطياف في استراتيجية موزونة الأبعاد وذات ملامح وقسمات لا يستطيع أي منصف إلا أن يقف أمامها احتراما وتقديرا .. فقد راعت في شفافية ووضوح أن يعم الخير والنماء كل الأطياف في هذا البلد .. الذي من الله عليها بأن أطعمها من جوع وآمنها من خوف. وصدق الشاعر .. إذا كانت النفوس كبارا ........... تعبت في مرادها الأجسام هنا كل الأيدي ترتفع إلى الله ضارعة بأن يحفظ الله عليها مليكها ويمده بالصحة والعافية والعمر المديد .. وأن يوفقه ورجال دولته وأن يخصه بالبطانة الصالحة وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا. العناية بكتاب الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ولأننا شعب تجذر في تربة التاريخ وتأصل على قاعدة الإيمان بالله وبرسوله واختار طائعا أن يكون القرآن كتابه والإسلام دينه وشريعته وملته .. ومن هنا كانت منة الله على هذا البلد أن تدفقت شرايين الخير بالخير .. حتى أن أصبحنا محل الحسد من الأعداء والغبطة من الأصدقاء .. وأن كل من يشط عن هذه القاعدة فإنما هو ظالم لنفسه .. وهذا لا يعني أننا نتقوقع على الذات وننكفئ ولا نأخذ بأسباب الرقى والتقدم والتنمية في كل مجالاتها .. بل على العكس يجب علينا أن نأخذ بأسباب النهضة ولغة العصر وأدواته .. ولكن كل ذلك في حدود ما يسمح به الشرع .. وأن لا يمس ثوابتنا. أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ..... فطالما استعبد الإنسان إحسان وهكذا كان إحسان المليك الذي استعبد به إنسان هذه المملكة والاستعباد هنا لا يعني الرق في المعنى الظاهر وإنما هو كناية واستعارة .. فهو يرمز إلى حبل الوريد الذي يربط بين القائد والشعب الذي يثمن المعروف ويثمن الإحسان ويتفاعل معه. جائزة الملك فيصل ومنتدى جدة وأحمد مطر: هذا الأسبوع والذي قبله شاءت إرادة الله أن يحفل بأحداث ضخمة وعالية في ميزان القياس المعنوي والأدبي. يأتي في المقدمة جائزة الملك فيصل العالمية وما حققته من انتشار وسمعة عالمية وعلمية .. إذ كانت نافذة مشرقة ومضيئة لإنسان هذا البلد .. كان بودي أن أعطيها حقها ولكن ضيق المساحة حال دون ذلك. منتدى جدة الاقتصادي .. هذا الحدث السنوي العالمي الحضاري الذي يشرق في كل عام ليقدمنا أمام رجالات الاقتصاد والمال في صورة حقيقية .. تغري بالاستثمار وتجسد واقع التطور والنماء في أرض الخير والنماء .. تحية لشاهبندر التجار صالح كامل الذي نهض بالغرفة التجارية والصناعية بجدة ولمعالي الدكتور ماجد القصبي وكل الذين ساهموا في فعاليات هذا المنتدى. الكابتن أحمد مطر .. ظاهرة إنسانية ذات أبعاد .. أبرز سماتها الشفافية والوضوح وسمو الأخلاق .. فتن كل عارفيه بالخلق الكريم وكانت مظلة الحب عنده تغطي كل عارفيه من موظفي السعودية صغيرا أو كبيرا ومن أصدقائه ومن كل من عرفه .. ولعل عصر يوم الجمعة الماضي كان حدثا مهيبا .. وكثير هم الذين تسابقوا لتشييعه إلى مثواه الأخير .. رحم الله الأخ والصديق الصدوق كابتن أحمد مطر وأسكنه فسيح جناته .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة