في الوقت الذي تواصل فيه قوات التحالف قصف الدفاعات الجوية الليبية، سمع دوي طلقات مدفعية مضادة للطيران أعقبتها انفجارات البارحة في القطاع الذي يوجد فيه مقر العقيد معمر القذافي في مدينة طرابلس، حسبما أفادت مصادر صحافية. وبث التلفزيون الليبي الرسمي خبرا عاجلا جاء فيه أن «طرابلس تتعرض لقصف جوي صليبي غاشم». وفي خضم القصف المتواصل، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن موقف الولاياتالمتحدة يتمثل في ضرورة رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي من السلطة، مضيفا أن الولاياتالمتحدة ستبقى ملتزمة بالتفويض الذي حدده قرار الأممالمتحدة رقم 1973 في تحركها العسكري في ليبيا. وأوضح في مؤتمر صحافي مع الرئيس التشيلي سباستيان بينيرا أن «تحركنا العسكري يدعم تفويضا دوليا من مجلس الأمن يتركز أساسا على التهديد الإنساني الذي يمثله العقيد القذافي على شعبه». مضيفا أنه «سمح للجيش الأمريكي بالعمل مع شركائنا الدوليين لاحترام هذا التفويض». وتابع «الآن أعلن أيضا أن الموقف الأمريكي هو أن القذافي يجب أن يرحل». ومن جهة أخرى، أعلن ناطق باسم الثوار الليبيين ومصدر طبي في مصراته شرق طرابلس أن 40 شخصا على الأقل قتلوا في المدينة وأصيب مئات آخرون بنيران القوات التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي. وقال طبيب في المستشفى المركزي في المدينة إن عدد القتلى «وصل إلى 40 والجرحى أكثر من 300 ولا زلنا نستقبل المزيد». وكان ناطق باسم الثوار أكد أن «كتائب القذافي قامت تحت تهديد السلاح بجمع نحو 500 شخص من خارج المدينة واقتادتهم إلى وسط مصراته حيث أجبرتهم على التظاهر تأييدا للقذافي». وأضاف أن «الآلاف من سكان المدينة خرجوا في تظاهرة مضادة، عندها قامت كتائب القذافي بإطلاق النار عليهم من خلال قناصة انتشروا على سطوح البنايات ومن دبابة» ما أدى إلى سقوط القتلى والجرحى. وأكد الناطق أن قوات القذافي لم تسيطر على المدينة «إلا أنها تتمركز في الشارع الرئيسي فيها حيث نشرت قناصة فوق البنايات وثلاث دبابات». وقال ناطق آخر باسم الثوار إن قوات القذافي، بالإضافة إلى إطلاق النار على المتظاهرين، «قامت بنصب فخ للثوار من خلال رفع العلم الأخضر على قاعة الشعب في الشارع الرئيسي لمصراته قبل التظاهر بالانسحاب». وأضاف «عندما قام السكان بالدخول الى القاعة للصعود على سطحها لإنزال العلم الأخضر ورفع علم الثورة شنت قوات القذافي هجوما عليهم وهم محاصرون داخلها. كان مشهد الضحايا مريعا». وتابع الناطق «مصراته الآن تبدو كمدينة أشباح محاصرة ويتصاعد الدخان منها». من جانبه دعا التلفزيون الرسمي الليبي أهالي مصراته، ثالث أكبر مدن ليبيا (500 ألف نسمة) والتي تبعد 200 كلم شرق طرابلس إلى «الخروج من بيوتهم وإلى عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة بعد تطهيرها من العصابات الاجرامية المسلحة». وكان الثوار صدوا خلال الأسابيع الماضية عدة محاولات لقوات القذافي لاستعادة المدينة التي يسيطرون عليها. وحول الطلعات الجوية على ليبيا، انتقدت روسيا التي لم تتوقف عن إعلان تحفظاتها، بعنف حجم الضربات التي تنفذ في هذا البلد، معتبرة أنه من «غير المقبول» استخدام تفويض الأممالمتحدة «لتنفيذ عمليات على أهداف تذهب أبعد مما نص عليه». وأكد البنتاجون مساء الأحد أنه لا توجد مؤشرات عن سقوط ضحايا مدنيين في المناطق التي قصفها التحالف. وأعلن النظام الليبي أن 48 شخصا قضوا مساء السبت على الرغم من أن صحافيين مدعوين إلى المشاركة في مراسم تشييع الضحايا لم يشاهدوا أي جثة. ورفض وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين استبعاد استهداف القذافي في الضربات الجوية، مؤكدا أن ذلك يعتمد «على الظروف». بالمقابل قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إن انتقادات الجامعة العربية للحملة العسكرية التي يشنها التحالف على ليبيا تظهر أن ألمانيا كانت «لديها أسباب جيدة» للتخوف من التدخل العسكري في هذا البلد. وفي هذا السياق أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام الجامعة العربية الاثنين أهمية أن يعتمد المجتمع الدولي خطابا واحدا بشأن ليبيا، وذلك عقب انتقاد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الضربات الجوية والصاروخية التي يشنها التحالف. من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن بلاده ترفض أن تتحول عملية التحالف العسكرية في ليبيا إلى «حرب»، موضحا أن إيطاليا تريد التحقق من مطابقة أولى عمليات القصف لقرار الأممالمتحدة. وكان الزعيم الليبي الموجود في السلطة منذ قرابة 42 عاما والذي يواجه منذ 15 فبراير حركة انتفاضة تحولت إلى حرب أهلية، حذر الأحد من أن على الغربيين أن يتوقعوا «حربا طويلة». إلا أن نجل القذافي، سيف الإسلام، استبعد الأحد التعرض لطائرات مدنية في المتوسط على الرغم من تهديدات والده بالأمس بمهاجمة «كل هدف مدني أو عسكري» في المنطقة. وكشف هاو إيرلندي في مجال اللاسلكي الأحد عن وجود طائرة أمريكية في ليبيا مخصصة لعمليات الدعاية وهي تبث رسالة تحذر السفن الليبية من الإبحار في حين فرضت سفن التحالف الدولي حصارا بحريا.