انتهى اجتماع مغلق طرفه الأول وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل ووزير العمل المهندس عادل فقيه، وطرفه الآخر رجال الأعمال إلى وضع الوزيرين في خانة الدفاع. وأكدت ل«عكاظ» مصادر مطلعة أن المطالب التي أراد الوزيران فرضها على القطاع الخاص بسيف الحياء، بعد دقائق من اعتماد رجال الأعمال منهج المواربة لجس النبض، قبل أن تنقلب موازين الأمور في نهاية الاجتماع الذي انتهى بتحميل الوزيرين واجب إحالة الأمر إلى الجهات العليا. وبحسب المصادر التي تنتمي لطرفي الاجتماع، قلب رجال الأعمال الموازين لصالحهم بعد احتجاج اثنين منهم على ما جاء به الوزيران، بخطوات عملية، هي مغادرة الطاولة دون أن يلتفت أي منهما إلى الوراء. وأشار وزير العمل إلى ضرورة عقد اجتماع آخر على اعتبار أن الاجتماع الذي تم على هامش فعاليات منتدى جدة الاقتصادي أمس الأول تم التحضير له على عجالة، وعمد إلى خيار الإجابات الدبلوماسية متجنبا الإدلاء بمعلومات واضحة حول ما تم خلف الباب المغلق. وأفاد بأنه نقل لرجال الأعمال كل ما يتعلق بالأمر الملكي الذي يحض على التسريع بالسعودة وتطبيق نظامها، كاشفا عن أنه سيتم اعتماد إجراءات للإسراع بإصدار نظام السعودة. وألمح وزير العمل إلى أن أبرز هذه الإجراءات، هو حصر الشركات المتجاوبة مع مطالب رفع نسبة السعودة وتلك التي لم تتجاوب، دون أن يحدد موعدا لتنفيذ هذه الإجراءات. وعلى الطرف الآخر، أبلغ «عكاظ» رجل أعمال رغب عدم ذكر اسمه بأن الوزيرين لم يقدما في الاجتماع ما يستحق المناقشة، معتبرا كل ما طرح على طاولة النقاش مضيعة للوقت. وذهب إلى أن لرجال الأعمال وجهات نظر في كثير من المشاكل الجذرية المتعلقة بنظام العمل، ولابد من حل هذه المشاكل، قبل الدخول في مثل هذا النوع من الاجتماعات. وأوضح أن رجال الأعمال قدموا في الاجتماع المغلق ضمن مقترحاتهم حلولا جذرية لمشكلة البطالة، لكن وزير العمل قابل هذه المقترحات بالرفض، كاشفا عن أن أبرز ما طرحه القطاع الخاص يتلخص في تفعيل عقود الباطن وإقرارها في تنفيذ المشاريع الحكومية، وإعداد لائحة بالوظائف المحظورة على النساء، وتلك المتاحة للجنسين. وفيما سار رجل الأعمال جميل فارسي في منطقة الوسط بدبلوماسية قد يكون الهدف منها المحافظة على المصالح الاستثمارية دون أن تنقطع حبال الوصل مع زينل وفقيه، وجه مستثمرون لم يشاركوا في الاجتماع، دعوة صريحة إلى وزير العمل، مفادها بأنه عليه الاستفادة من الورقة التركية التي شهدها منتدى جدة الاقتصادي أمس الأول. وبحسب المصادر، دعت الأصوات وزير العمل إلى الاستفادة مما جاء في ورقة رئيس وزراء تركيا رجب اردوغان الذي قالوا إنه «تحدث في المنتدى بحكمة وعلى وزير العمل الأخذ بما جاء على لسان الضيف التركي الذي أكد أن نجاح أنقرة تحقق على أرض الواقع بعد سن القوانين والتأكد من تطبيقها في ميادين العمل». وحمل بعض رجال الأعمال غير المشاركين في الاجتماع على مكتب العمل في محافظة جدة، ووصفوه بأنه أسوأ الدوائر الحكومية في المحافظة، معددين قائمة طويلة بالسيئات التي يقترفها بعض العاملين فيه.