يلف الغموض مستقبل نجوى محمد، وهي الفتاة التي شبت في حضن مواطنة تبنتها وصادقت في المحكمة العامة في جدة على أنها عائلها الوحيد. بدأت نجوى محمد حياتها باسم مختلف ووضع مختلف، إذ لا أم ولا أب، وليس من أحد سوى امرأة أخذتها بكل أسرارها وضمتها للأسرة. حملت الفتاة حين بدأت تحضر متطلبات الحياة اسم ابنة المرأة في مراحل التعليم الابتدائي، وحين أخذت المسائل تكبر، وقفت العراقيل في وجه من لا اسم لها ولا توثيق، لتترك التعليم مكرهة. تبنت المرأة كل شؤون نجوى، ومضت معها في رحلة طويلة بغية إعطائها هوية حقيقية تغنيها عن تعقيدات الحياة. قصدت المرأة محكمة جازان بداية فأحالت أوراقها إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، وطافت المعاملة بين جازان، الرياض، وجدة. أعطت الشؤون الفتاة اسما جديدا هو نجوى محمد سعيد عبدالوهاب، وأحالت مطالبها بالحصول على هوية وطنية إلى الأحوال المدنية. تنقلت الفتاة وأمها المثابرة بين المدن وطرقتا أبواب الجمعيات، المحاكم، والأحوال. استكملت أوراق نجوى ولم يبق سوى خطوة واحدة تؤدي إلى منح الهوية الوطنية لنجوى محمد. تقول نجوى عن قصتها «كل شيء معقد بالنسبة لي، إذ لا شهادة تعليمية تغنيني عن الحاجة، ولا هوية وطنية تمنحني العزة، وكل عمل شريف قصدته تطردني منه الجوازات بحجة عدم نظاميتي، وكل رجل شهم حاول الاقتران بي توقف عند باب أوراقي الثبوتية». يؤكد مدير عام الأحوال المدنية في منطقة مكةالمكرمة غازي البشري، أنه من حق ذوي الظروف الخاصة حمل الهوية الوطنية، مشيرا إلى أن معاملة نجوى محمد أحيلت من جدة إلى الرياض منذ عام 1430ه، واستقصى هو بنفسه عن سبب تأخيرها كل هذه المدة.