أطلق الأطباء المختصون تحذيرا جديدا من زحف مرض الفشل الكلوي في المملكة بعد وصول نسبة المصابين إلى 11 ألفا يواصلون علاجهم على أجهزة الغسيل الدموي. وحذرت اللقاءات الطبية التي عقدت البارحة الأولى في إطار اليوم العالمي للكلى في مختلف مناطق المملكة من زحف انتشار أمراض الكلى. ودعا الأطباء المشاركون إلى ضرورة اتباع الطرق الوقائية التي تمنع التعرض إلى الفشل الكلوي أو جفاف الكلى، وأن المشي يوميا لمدة نصف ساعة يكفي لتجنب التعرض للفشل الكلوي، خصوصا الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة. أسباب الكلى ورأى المشرف العام على أنشطة الحملة الطبية التوعوية بأمراض الكلى المدير العام التنفيذي لمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى الدكتور خالد بن عبد العزيز السعران، أن شعار الحملة (حافظ على كليتيك تحمي قلبك) يجسد أهمية المحافظة على الكلى، وأهمية حملات التوعية الصحية، مما يسهم بدرجة كبيرة في خفض عدد المرضى وتكاليف العلاج المستقبلية. ولفت إلى أن التكلفة الاقتصادية لعمليات غسيل وزراعة الكلى سترتفع خلال العقود المقبلة، خصوصا أنه يوجد أكثر من 1.5 مليون مريض كلى حول العالم يعيشون معتمدين على الغسيل الكلوي أو عمليات الزراعة، مع توقعات مضاعفة العدد خلال السنوات العشر المقبلة. وحول أسباب الإصابة بأمراض الكلى المزمنة قال «هناك أسباب متعددة حيث تكون في الأطفال غالبا بسبب العدوى بمجرى البول أو لوجود عيوب خلقية في المسالك البولية، أما في الكبار فأهم سببين هما داء السكري وارتفاع ضغط الدم». داء السكري وأفاد الدكتور السعران أن مرض السكري يعتبر أحد أهم الأسباب الموصلة لمرضى الفشل الكلوي، حيث يشكل 37 في المائة من مجمل الأسباب المؤدية للفشل الكلوي النهائي، مطالبا على أهمية دور المتابعة عند مرضى السكري تجنبا للمضاعفات وأهمها الفشل الكلوي النهائي، حيث بالإمكان منع أو على الأقل إبطاء مرحلة الوصول إلى الفشل الكلوي النهائي. وشدد الدكتور السعران على أهمية الفحص والمتابعة الدقيقة لمرضى السكري والانضباط بتعليمات الطبيب المعالج، مشيرا إلى أن إهمال المتابعة الطبية قد يشكل خطرا على الصحة. الإرشادات الوقائية وفي سياق متصل، دعا رئيس اللجنة العلمية للجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء الدكتور عبدالعزيز الملحم جميع مرضى السكري في المملكة إلى مراعاة الإرشادات الوقائية التي تقلل من خطر الإصابة بالفشل الكلوي من خلال المحافظة على مستوى سكر الدم ضمن المستويات الطبيعية الموصى بها، وفقا للدراسات العلمية التي أثبتت أن المحافظة على هذا المستوى الطبيعي يقلل من خطر الإصابة بنسبة تتراوح من 30 50 في المائة. وشدد على أهمية ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة مثل المشي السريع اليومي لمدة 30 دقيقة، مع الحرص على أن يتخلص المرضى الذين يعانون من السمنة من الوزن الزائد باتباع التغذية السليمة والتمارين الرياضية، حيث إن التخلص من السمنة يؤثر إيجابيا على مستويات سكر وضغط الدم والدهنيات، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالفشل الكلوي. ودعا إلى تقليل استهلاك ملح الطعام واستبداله بالأعشاب وعصير الليمون أو البصل أو الثوم لإعطاء النكهة للطعام بدلا من استعمال ملح الطعام، مع تجنب الإكثار من الأغذية المالحة مثل الزيتون والمخللات والكاتشب والصلصات والمكسرات المالحة. ونصح مرضى السكري بقياس سكر الدم وضغط الدم في المنزل، ومناقشة أية ارتفاعات مع الفريق الطبي، مطالبا بالإكثار من شرب السوائل وخاصة الماء وتجنب الجفاف، والحذر من التعرض للتسمم الغذائي وغسل الأيدي بالماء والصابون المعقمة عدة مرات يوميا، معتبرا الالتهابات والعدوى والإصابات من مسببات الفشل الكلوي. وخلص إلى القول «إن الإكثار من تناول البروتينات مثل اللحوم الحمراء والبيضاء أو منتجات الألبان أو البيض يشكل عبئا على كفاءة الكلى».