التلاوات الندية والقراءات الرطبة التي تفوح منها طيوب كتاب الله لتملأ فضاء المكان أنسا وسكينة، وسط جو إيماني مظلل بالإيمان، كانت أشبه بنافذة طلت من خلالها معتمرة سورية لتقف متسمرة أمام شاشات نقل جلسات الاستماع للمشاركين في الجائزة وسط اهتمام واضح ومتابعة غارقة لدرجة تقدم المقدم عبدالله الشهراني رئيس اللجنة الإعلامية في المسابقة لسؤالها عن سر الاهتمام فكانت المفاجأة أنها قالت: «أنا حافظة لكتاب الله، وأحاول أن أثبت الحفظ بالمراجعة والتصحيح أثناء الاستماع». وداخل أروقة الفندق الذي يحتضن الجائزة تتناثر جملة من الصور الفذة لتآخي وتوادد أبناء الأمة الإسلامية، حيث ذابت الحدود السياسية والفروق العرقية بين أبناء 21 دولة إسلامية باجتماعهم على مائدة القرآن، وقد جمعت المسابقة شتات دول إسلامية ووحدت قلوبهم على كتاب الله. مصطفى الزهراوي (30 عاما من المغرب) مقدم في القوات الملكية يحفظ 15 جزءا يقول: أنا من أسرة تتفيأ ظلال القرآن فوالدي إمام وخطيب لجامع، وهو حافظ لكتاب الله ومع إصراره ومتابعته اليومية التي ربما اعتبرت بالنسبة لنا مزعجة تحت ضغط ملهيات الشباب إلا أنها في الأخيرة كانت المقود الذي وجهنا إلى حياة الأمان والسعادة.