** ها هي العجلة تدور.. فما كان يصنعه بالأمس ها هو يتجرعه اليوم. ** ملك ملوك أفريقيا كما يسمي هو نفسه، والذي أثار الفتن والقلاقل والمحن في أفريقيا.. وأمريكا اللاتينية.. وأنفق أموال بلاده على الدسائس والمؤامرات والحروب، ها هو اليوم يصرخ ويهدد بتحالفه مع القاعدة وبن لادن ليشعل الحرائق ويغذي الإرهاب في كل أنحاء العالم. ** بالأمس القريب كانت أصابع الشر تمتد إلى أقصى الدنيا.. إلى أمريكا اللاتينية، ووجد القذافي في تلك البلاد البعيدة مرتعا لنشاطه الإرهابي، فهم هناك لا يعرفون شيئا عن المقاومة السلمية والعصيان المدني، فأنظمة الحكم هناك لا تعرف إلا القمع والنهب والبطش في أبشع صوره، ولهذا، فالناس هناك لا تقاوم بالكلام والاعتصامات والمظاهرات. فالنظم التي تذبح القساوسة في كنائسهم وهم يصلون لا يمكن بحال مقاومتهم بخطبة عصماء وبحكي ليس له أول ولا آخر.. إن الجميع ليس لديهم متسع من الوقت لا السلطة ولا المعارضة ولا عصابات المافيا.. ولا بد أن تسرع السلطة لقمع المعارضة في الجبال والغابات، والمقاومة تقتحم المدن ليلا وتخرج جنرالات الحكم إلى الطرقات العامة وتذبحهم أمام الناس. ** إنهم لا يقفون صفوفا لسماع المواعظ وانتظار الأوامر من رؤسائهم.. إن العصابات هناك تفعل ما تريد، وتنفذ ما تريد، وتذبح من تريد، وقد لقي القذافي من هذه العصابات بغيته فيما يريد.. وأمام هذه الفوضى العارمة كان لا بد من وجود نظام متجبر متسلط لا يرحم أحدا، ولا يفرق بين أحد وأحد أو بين معتد ومسالم أو بين السارق والمسروق أو بين الذئب والضحية.. كانت قنابل الجيش تنهمر في لحظة الغضب على الشعب، وكانت دولارات القذافي تمون الجانبين، ولهذا سادت القلاقل، وكثرت أعمال القتل والنهب، وتسلق أذيال السلطة والحكم المتعطشون للدماء، وانعزل المفكرون والعلماء والفلاسفة والمثقفون يدونون قصص مآسي بلادهم وكفاح شعوبهم، لينال بعضهم بفعل القهر والقمع أعلى الجوائز في العالم؛ لأنهم قدموا للبشر أدبا وعلما وثقافة راقية من بؤرة مظلمة ومتخلفة، ومن بلدان لا تعرف السلم ولا الأمان. ** ولم تكن أفريقيا بأسعد حظا من أمريكا اللاتينية.. فقد اقتحم القذافي أرضها، ولوث عذريتها، وأفسد زعماءها، واشترى ذمم بعضهم بأموال بترول ليبيا.. ليغذي غروره بألقاب زائفة.. وبقي أهل طبرق وبنغازي ومدن شرق ليبيا يقبعون في منازل الصفيح المتهالكة.. ولا يجدون المأوى ولا الغذاء، كما ظهر ذلك على شاشات التلفزيون. هذا الطاغية.. الذي يحصد شعبه بقنابل الطائرات وراجمات الصواريخ والمدافع البعيدة المدى من البر والبحر.. ليس غريبا عليه أن يتحالف مع الشيطان في سبيل بقائه في الحكم. لقد عاش أهل ليبيا أكثر من أربعين عاما في رعب وخوف، وعندما خرجت تلك الفئات المغلوبة المقهورة لتنال حقها في العيش الكريم انهالت عليها قنابل الطاغية.. ولكن الشعوب المناضلة المكافحة من أجل حريتها وكرامتها.. لا بد أن تنتصر.. فالأرض والشعب هما الباقون، والطغاة هم الزائلون، وكم هم الحكام الذين استبدوا وجاروا وطغوا.. ولكنهم في النهاية رحلوا غير مأسوف على رحيلهم. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة