في قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (165) وتاريخ (28/5/1432ه) القاضي بالموافقة على تنظيم الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد رأيت أن ما يعنينا، نحن الموطنين، هو البند (3) - والذي يوصي «بتوفير قنوات اتصال مباشرة مع الجمهور لتلقي بلاغاتهم المتعلقة بتصرفات منطوية على فساد، والتحقق من صحتها، واتخاذ ما يلزم في شأنها، وتحدد اللوائح التنفيذية لهذا التنظيم الآلية والضوابط اللازمة لذلك». نعم هذا هو دور الإعلام، ودور المواطن في موقع الفساد، بل دور من يرى (تصرفات تنطوي على فساد) والتوصية بتوفير قنوات تشمل متابعة دقيقة للإعلام، وتلقيا للاتصالات والتحقق منها، وهو المتوقع أن تشرحه اللوائح التنفيذية قريبا. توقعاتي في حال وجود قنوات لتلقي الشكاوى أننا سنجد مواطنين صالحين في قطاعات العمل، يشاركون مشاركة فاعلة بالإشارة للخلل، والإشارة لكل اشتباه بالفساد. هؤلاء المواطنون الصالحون المصلحون كانوا في السابق يتصلون بالجهات، والمسؤولين، ووسائل الإعلام، ويتألمون عندما لا يسمع صوتهم، حيث لم تكن هناك آلية مكتملة مثلما هو الحال الآن، ولكننا لن نعدم مغرضين، وفاسدين، وقضايا كيدية ولكنها سهلة الترشيح والتنقية، فمادة النظام الثالثة التي نتحدث عنها تقر في نصها، التحقق من صحة المعلومة. الكل متفائل بعهد من النزاهة، وعهد من تلاشي الفساد للحدود الضيقة، والكل متفائل أيضا بأن الفساد سيأكل نفسه كما هي العادة، فالفساد عفن يأكله عفنه، فهو صراع مثل أي صراع آخر، وعندما لا يجد الفساد ما يأكله يأكل نفسه. قرار مجلس الوزراء لمرحلة جديدة نتحدث عنها، ويجعلنا نتفاءل بعد قنوط بأن الفساد سيأخذ حجمه المعقول في بنية العمل، والنزاهة، وأن من يحسنون الفساد، ويزينونه سيقتنعون بأنه انتهى، فلو قفز موظف غير مستحق، أو وقع عقد غير صحيح، أو سلم مشروع غير مكتمل الشروط، فسيجد هذا كله المحاسبة من هيئة عليا للنزاهة ومحاربة الفساد مرتبطة مباشرة بمقام خادم الحرمين الشريفين. محاربة الفساد اليوم مسألة أمن وطني، وترك الحبل على الغارب يهدد بمشاكل لا تقدير لها، موضوع الضبط الإداري والمالي هو سر قوة الوطن، وهو سبب أي مشاكل أمنية قد تحدث. وقد بادر معالي رئيس هيئة النزاهة ومحاربة الفساد بعد صدور قرار مجلس الوزراء الأخير بالتصريح بأنه ستعطى حوافز، ومكافآت لمن يتعاونون بالإبلاغ عن حالات الفساد، عصر جديد علينا أن نستقبله بتفاؤل، وترحيب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة