من سمع وشاهد الأمير نايف بن عبدالعزيز وهو يلقي كلمته قبل افتتاح مؤتمر العمل البلدي سيتأثر بها أكثر من الذي قرأها فقط. كانت ملامحه وقسماته وصوته وتعابيره فياضة جياشة بشعور حميم صادق وهو يتحدث عن الشعب السعودي الذي سجل موقفا أخلاقيا تاريخيا يوم الجمعة الماضي، في حين كان يتوقع البعض في خارج المملكة أن تتحول مدن المملكة إلى فوضى، وأن تمتلئ شوارعها بالمسيرات والمظاهرات الصاخبة .. لم يحدث ذلك لأن الشعب السعودي «شعب واع، شعب كريم، شعب وفي» كما وصفه حقا الأمير نايف .. من السهل أن يندفع الإنسان الغر ويستجيب لدعوات التعبئة والتحشيد دون تفكير في مآلات ذلك، لكن الشعب الواعي يفكر ألف مرة قبل أن ينزلق في هذا المسار، وبغض النظر عن طبيعة العلاقة بين قيادة المملكة وشعبها والتي تفرض أخلاقياتها شكلا خاصا من التعامل في الاتجاهين فإن الوعي والاتزان هو محصلة تراكمية ظهرت نتيجتها بشكل واضح يوم الجمعة.. هل الشعب السعودي لا يريد؟؟ .. بلى يريد أشياء كثيرة، يريد أن يكون أفضل في كثير من جوانب الحياة، له مطالب وله طموح وله تطلعات لديه مشاكل كغيره من الشعوب يريد التخلص منها، لكنه يجد قنوات للتعبير أفضل وأجدى من التظاهر. الحديث عن الإصلاح في المملكة يتم بشكل علني في كل وسائل الإعلام بوضوح كبير ودون مصادرة، وأمام أصحاب القرار دون أن يغضبهم أو يضايقهم. الشعب السعودي يعي أن التراكمات لا تزول في لحظة انفعالية، ويعي أن التغيير للأفضل هو نتاج ثقافة جمعية تهيئ طرفي المعادلة لإحداثه، وأن حدوثه أمر حتمي واستجابة لحركة التاريخ، وأن مساره قد بدأ بالفعل طالما القناعة بذلك موجودة لدى أصحاب القرار.. تأملوا في هذه الجملة التي قالها الأمير نايف:- «ومثلما نقول اليوم شكرا وهنيئا لمليكنا بشعبه، سنقول غدا شكرا لخادم الحرمين وهنيئا للشعب بمليكه». إنها جملة معبرة جدا، وواضحة جدا، فالملك الذي محضه شعبه كل هذا الوفاء والإخلاص لهو جدير بأن تلبى آماله وتطلعاته، وغدا لناظره قريب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة