هل انقلب السحر على الساحر، وأصبح الليبيون يلاحقون قائدهم الملهم؟.. هل كان القذافي، ولا يزال، يطبق مقولة: (اجتث أولئك المتمتعين بالقوة والعقل الذين يمكن أن يؤذوك بهما).. ولكن كان من خلف ستار وأصبح علنا؟. هل أخطأ الشعب الليبي حين عرف أن في بلاده نظاما يرصد تحرك الطعام في أمعاء أطفالهم؟. هل حقاً عبر سيف الإسلام في تصريحاته بضرورة استئصال أحلام البشر في كل مدن الشرق؟ ترى هل بوسع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، الذي يناصر القذافي، أن يجيبنا على ربع هذه التساؤلات؟.. يقولون إنه، أي شافيز، أول من انتفض سلمياً في أمريكا اللاتينية، فأقصى زمرة سياسية فاسدة عن كراسي الحكم، ولم ترق في حركته تلك قطرة دم واحدة، أو تزهق روح كما هو ديدن حركات أمريكا اللاتينية؛ ما أتاح له الأخذ بناصية القرار، واستمالة المعارضة السياسية والحزبية، فصاغ دستوراً جديداً يتفق ومرحليات مؤسسات مجتمعه المدني، ودانت له الأمور داخلياً بعد ستة استفتاءات، وانتخابات اكتسحها بشعبية جارفة في عام واحد. بيد أننا الآن مذهولون .. مذهولون، أي علاقة تربط فنزويلا الجديدة مع نظام القذافي المناهض لأبسط القيم الديمقراطية؟. أيكمن في البترول الليبي طمع فنزويلي، .. وما هي دوافع هذا الطمع موضوعيا، وفنزويلا إحدى الدول العشر الكبرى المنتجة للنفط في الكوكب؟.. مذهولون ... هل هو تماه آيديولوجي؟ .. وأي تماه يلم تجمع فنزويلا الديمقراطية والثورية المتأففة من الإمبريالية مع القذافي، الموهوم بنظريته الثالثة وعلاقاته مع مجاميع عنيفة من الجيش الجمهوري الآيرلندي إلى أبسط ثلاثة خارجين على القانون في أقاصي الأرض. من أزمة «لوكربي» والمقراحي المغلوب على أمره، حتى استقالته من وشائجه العربية، وإسباغ لقب ملك ملوك أفريقيا على «أناه العظمى» بعد جماهيريته العظمى. مذهولون.. أيظن أنها تراتبية مصالح، أم تقاطعات حولية مزاجية؟، إن بدت تفسيرية علاقة كاراكاس وطرابلس على هذا النسق، فهذا ترحم مستبطن على أن هناك شيئا يسمى فكرا سياسيا تقدميا. وهنا، تنتفي المقارنات حين نضع عناوين الدولة الفنزويلية من ديمقراطية، ثورية، وعدالة اجتماعية شعبية، أمام ترهات العقيد وطرحه في الكتاب الأخضر الذي يزعم أنه يقدم الحلول النهائية لمشكلات الشعوب في صيغة تتباين والواقع الليبي ومنطوق العقل وأدنى الحقوق الإنسانية. يستحكم الجدل، ولا مناص من حالة ركون إلى ما يمكن أن يفسر، ليس بالضرورة أن يبرر. ويبدو أن الصواب لم يجانب البعض حين أفصحوا بأن النصر، هو في الغالب، شيء مؤجل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 242 مسافة ثم الرسالة