شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس مقتل شخص وأصابة عشرات المحتجين في ساحة التغيير في جامعة صنعاء ظهر أمس بجراح متفاوتة بينهم ثلاثة في حالة الخطر، جراء إطلاق نار وقنابل غاز مسيلة للدموع من قبل قوات الأمن. وتعرض المحتجون لهجوم هو الثاني من نوعه خلال 48 ساعة بعدما كانت هاجمتهم قوات الأمن السبت عند صلاة الفجر حيث قتل 6 أشخاص وأصيب المئات، جراح 50 منهم خطيرة وسط انضمام شعبي كبير للشباب المرابطين في ساحة التغيير رغم التخوف من تكرار اعتداءات فجر السبت، فيما توالت الإدانات والتأييد الشعبي وتواصل للاستقالات من برلمانيين وعسكريين للانضمام لصفوف المحتجين. فيما تفرض القوات الأمنية وعناصر مدنية مزودة بعصي حصارا محكما على المعتصمين في ساحات التغيير الممتدة من على ثلاثة شوارع أمام جامعة صنعاء ولأكثر من ثلاثة كيلو مترات، فيما لا يزال المعتصمون يواصلون احتجاجهم للمطالبة بتنحي الرئيس، مؤكدين على أن نضالهم السلمي بات قريبا من تحقيق هدفه، ولم تكتف الاحتجاجات مطالبة الرئيس اليمني بالتنحي في الشوارع فقط بل إن مصادر مطلعة يمنية أشارت إلى أن قائد معسكر الأمن المركزي في صنعاء ابن شقيق الرئيس يحيى محمد عبدالله صالح خرج مذعورا من أحد الأبواب السرية حينما ردد أكثر من 250 جندي هتافات داخل المعسكر الشعب يريد إسقاط النظام. وأشارت المصادر إلى أن أفراد الأمن المركزي رددوا الشعار احتجاجا على الزج بهم لقمع إخوانهم الشباب المعتصمين في ساحات التغيير، وعدم منحهم إجازة للخروج من المعسكر الذي يقع على مقربة من دار الرئاسة. في غضون ذلك وجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي جرت أمس والأيام الماضية أمام بوابة جامعة صنعاء وبعض الشوارع المجاورة لها في العاصمة صنعاء. وبحسب وكالة «سبأ» وجه الرئيس اللجنة المكونة من 14عضوا وبرئاسة الشيخ صادق الأحمر وعضوية عد من القضاة ورؤساء النيابات والمشايخ القبليين بالاستعانة بخبراء عرب وأجانب لكشف الحقيقة حول ما أثير من ادعاءات عن استخدام غاز خلال تلك الأحداث. جاء ذلك في الوقت الذي لا يزال أكثر من ألف مصاب يرقد في مستشفيات خاصة، معظمهم مصابون بحالات تشنج عصبي جراء القنابل السامة . في الوقت ذاته أورد موقع الصحو نت التابع لحزب الإصلاح الإسلامي المعارض عن الناشط الحقوقي ورئيس منظمة سجين عبدالرحمن برمان قوله أن العديد من المصابين اختفوا من مستشفيات حكومية. من جهتها أدانت لجنة الحريات في نقابة الصحافيين اليمنيين بشدة واقعة اختطاف الصحافي عبدالسلام جابر رئيس تحرير صحيفة القضية الأهلية مساء البارحة الأولى أثناء دخوله ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء واقتياده إلى مكان مجهول من قبل قوات الأمن. في غضون ذلك أدان الاتحاد الأوروبي استخدام الحكومة اليمنية للقوة ضد المتظاهرين. وطالب الرئيس اليمني بالنظر إلى تطلعات الشعب اليمني. وأعربت كاثرين آشتون المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي عن أسفها من استخدام العنف. وطالبت آشتون الرئيس اليمني بالالتزام بوعده الذي قطعه من قبل في حماية المتظاهرين والحفاظ على حقوقهم. وأدان كذلك السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون الاستخدام المفرط للقوة من جانب القوات الحكومية ضد المتظاهرين السلميين في اليمن. ومن جهته أعرب وزير الخارجية البريطانية وليام هيج عن صدمته من العنف الذي استخدمته السلطة ضد المتظاهرين، واصفا إياه بغير المقبول. ودعا هيج السلطات اليمنية إلى التعبير عن التزامها حيال انتقال سلمي للسلطة عبر احترام التظاهر السلمي وحرية التعبير. وكانت سفارة واشنطن في صنعاء قد أبدت أسفها لسقوط قتلى وجرحى في مظاهرات في صنعاء وعدن وتعز والمكلا، وحثت السفارة في بيان حصلت «عكاظ» على نسخة منه الحكومة اليمنية على إجراء تحقيق في هذه الحوادث، واتخاذ الخطوات اللازمة لحماية المواطنين المتظاهرين سلميا وفقا لما تعهد به الرئيس اليمني. وجددت السفارة الأمريكية تأكيدها على ضرورة العودة إلى الحوار. في الوقت ذاته أدانت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة وشركاؤها في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في بيان ما وصفتها بالمجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات من الحرس الخاص والأمن المركزي والأمن القومي والقوات الخاصة بحق المعتصمين المسالمين في ساحة التغيير.