كانت الكتلة الشعبية الاشتراكية في طليعة كافة التحركات منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، وكان وليد جنبلاط نفسه نجم ساحة الشهداء، وكانت كلماته الحادة في نقدها لسورية وحلفائها في لبنان، تثير حماسة مئات الآلاف من المتظاهرين كل عام، لكن الوضع بدأ يختلف منذ أغسطس عام 2009، عندما أعلن جنبلاط وفي اجتماع حزبي في فندق البوريفاج في بيروت الانقلاب على ثوابت 14 آذار وعلى شعاراتها التي كان له الفضل الأول في إرسائها وإطلاقها. لكن قوى 14 آذار لم تشأ التصديق بأن جنبلاط أعاد اصطفافه ولم تشأ الصدام معه، بل أظهرت تفهمها للدوافع والمبررات الواقعية التي يخضع لها جنبلاط في حساباته الدقيقة بما يحفظ كيان الدروز في لبنان. الأمر قد تبدل بشكل حاسم حين أعلن ترشيح النائب نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة، فانقسم اللقاء الديمقراطي الذي كان يرأسه، وانتقلت الأكثرية النيابية عدديا إلى معسكر 8 آذار، ولأن نواب الحزب التقدمي الاشتراكي هي التي حسمت موقع الأكثرية من الأقلية، فإن التركيز كان منصبا في تظاهرة الأمس لحشد أنصار 14 آذار في الجبل معقل جنبلاط، من أجل المشاركة في التظاهرة.