في الأسبوع الماضي تحدثت عن الكوارث السماوية التي تمحق ما على الأرض من إنسان وحيوان ونبات وليس للإنسان لا حول ولاقوة فيها، وعن حب الإنسان نفسه هل هي الانانية؟ اليوم نتحدث عن تاريخ البشرية، الحب ينتصر دائما في معركته ضد المادة ففي بعض الدول تقام الاحتفالات انتصارا للحب، وعندما صنعت الإنسانية اختراعات كثيرة شعر الناس أنهم أصبحو ا ضئيلين معزولين في مجتمعات تزداد تعقيدا، فالآلات والتكنولوجيا خفضت من احتياج الأيدي العاملة، وفي نفس الوقت أرادت هذه الأيدي أن تمتلك الاختراعات الحديثة بدأ البحث عن المال والشقاء أو الشطارة للحصول عليه. والإنسان المدرك للحياة يوازن بين احتياجاته العاطفية والمادية. فمن أهداف الإنسان العصري أن يتعرف على نفسه ويجرب الحياة بكل مرارتها وآلامها ومشاكلها وأن يستفيد بكل مشاعره، وثقافته، للوصول إلى هذه الأهداف التي تحتاج إلى حرية الفكر ولحركة بدون معوقات قويه اجتماعية وعائلية، ولقد ظن معظم الناس أن الحب في عصر التكنولوجيا من الأشياء التي تعوقهم عن الوصول إلى أهدافهم مما يقودهم إلى تبعية الآخرين ويمنع نمو شخصياتهم، هذه من أكبر المشاكل التي يتعرض لها البعض. في القديم كان المحبوب لا يعرف شيئا عن «حبيبته» سوى شكلها الخارجي ويصور أخلاقها وطباعها تبعا لخيالاته فقط «يكفيني نظرة عينيك لأعرف مدى حبك» إلا أن نظرة العين لا تكفي بل الحب يحتاج إلى معلومات وافية عن طريق الشخص نفسه أو المقربين منه عن ميوله، وطباعه وثقافته ونوع عمله، وبذلك ترتسم صورة حقيقية للمحب عن من أحب مع احترام الشخصية. الحب الحقيقي موجود في الحياة منذ نشأتها، ويتغير مفهومه والتعبير عنه في كل العصور وربما في عصر التكنولوجيا يتطلب مجهودا أكبر للعثور عليه كما يبحث عن «الماس» الحقيقي في الصخور والسبب الأساسي هو المادة التي طغت على الإنسانية. الحب ليس لهوا وترفا. هو ضرورة حيوية لمواجهة أعباء الحياة المادية ومشاكلها اليومية واضطراب العالم حولنا. إن الحب الحقيقي لا يقتصر على اثنين أو أشياء فقط بل «تتعداهما» لتشمل أشياء أكبر، فالعالم أو المفكر الذي يخترع شيئا يفيد به الإنسانية، لا بد أن يكون قلبه مليئا بالحب، فالتكنولوجيا لم تخفض من الاحتياج للحب بل العكس فإن احتياجنا للحب شيء إلزامي حتى ينطلق من مفهوم الصم والجمود إلى الفهم والانطلاق، حبذا لوا استخدمناه في علاج مشاكل المحبين فتتسع دائرة المحتاجين إليه. فالحياة علم وروح، والروح لا تجد ممثلا لها أفضل من الحب فكلاهما تحلق بهما الإنسانية في أجواء السعادة وأجواء الفضاء. لكل إنسان في الحياة غذاءان! الأول مادي والثاني معنوي، المادي هو الأطعمة التي يتناحر من أجلها وحوش الغابة ويقتدي بها الإنسان، والثاني معنوي وهو يختلف بحسب الحالات والظروف والأشخاص فهو الحب، والفضيلة تارة، والصبر طورا، والشجاعة في أغلب الأطوار. همسة: لا توقظني من سبات أحلامي فإني باحثة عن الوجه الآخر للقمر للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 268 مسافة ثم الرسالة