لا ينقضي العجب من أمة العرب من أنظمة وشعب، فهذه الأمة ترى بأم عينيها وتسمع بأذنيها ما يقوم به بعض قادتها ضد شعوبهم من قمع وقتل لسنوات طويلة فلا تحرك ساكنا، بل تتجاهل تماما ما يحصل حتى إن أشارت إليه مصادر أجنبية، فإذا بلغ السيل الزبى ولم يعد الشعب المقهور قادرا على التحمل وقرر مواجهة الظلمة والطغاة بصدور عارية فهلك منه من هلك وتداعت الأمم الأخرى لتقديم المساعدة والنجدة، صحت أمة العرب من غفلتها وأعلنت أنها ترفض وبشدة التدخل الخارجي في البلد المنكوب.. هكذا دون تقديم أي بديل عملي يزجر الظلمة ويوقفهم عند حدهم وينهي مسلسل الدماء المهدرة والصور المروعة، وكأنهم بذلك يقولون للظالم الجبار المستكبر.. واصل ما تقوم به حتى آخر قطرة من دماء المتظاهرين ضد الظلم والطغيان؟!. والأشد والأنكى من تلك المواقف الرخيصة الغائبة عن الوعي والضمير الحي أن النازحين الفارين من البلد المنكوب إلى دول مجاورة لا يجدون من يقدم لهم المساعدة من غذاء ودواء ووسائل نقل تقلهم إلى أوطانهم إلا من قبل دول الغرب الكافر!!، حيث تقوم بالواجب دول مثل فرنسا وبريطانيا وأمريكا التي ترسل طائرات نقل عسكرية ومدنية لإجلاء النازحين فيما لا توجد دولة عربية فكرت في إرسال طائرة أو طائرتين للمشاركة في هذه العملية الإنسانية تخفيفا من أعباء الدولة المستقبلة للنازحين وعونا لهم على العودة سالمين إلى أوطانهم، مع أن كل دولة عربية تملك أسطولا من الطائرات العاملة في مجال النقل الجوي، ولكن الواجب يتحرك أداؤه للأجانب حتى في أبسط الأمور من حيث التكلفة وإمكانية التنفيذ وأشدها من حيث الضرورة والحاجة!، وهذه السطور لا ترتبط بالحالات المأساوية القائمة حاليا بل إنها مرتبطة بجميع ما جرى للشعوب العربية على أيدي بعض حكامها من قبل بما لا يدع مجالا للإيضاح والتسمية، لأن ما حصل لتلك الشعوب من قمع وقتل وتنكيل أمر ثابت ولكن أحدا لم يرفع عقيرته ضد ما يحصل فإن تداعت أمم الأرض للمساعدة حتى وإن كان لها في ذلك مصلحة، أفاق النائمون وصاحوا: نرفض التدخل الخارجي.. نرفضه بشدة.. لعنة الله على أعوان الشيطان!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة