اكدت الحكومة المصرية اليوم على لسان مصدر مسئول ان القاهرة سوف تتدخل عسكرياً في ليبيا في حال تعرض مواطنيها للقمع، مشيرة الى أنها تلقت تأكيدات من الجانب الليبي بمقتل عدد من المصريين خلال الضربة العسكرية التي تمت أمس. وفي ذات السياق تتهاوى أركان النظام الليبي بكاملها ، حيث قدم اليوم ايضاً سفير ليبيا بفرنسا استقالته احتجاجاً على القمع الوحشي للمتظاهرين في الجماهيرية الليبية، فيما أدانت عدة أطراف عربية وإسلامية لجوء السلطات الليبية إلى العنف في وجه المتظاهرين المطالبين بالحرية وتغيير النظام، ونددوا ب”المجازر الشنيعة” التي يرتكبها الأمن الليبي ضد الشعب، واعتبروا أن التظاهر ضد الظلم أمر مشروع، مبدين تشجيعا كبيرا للشعب الليبي حتى يكمل مهمته. وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إنه استدعى السفير الليبي بالسعودية للتباحث معه وتوجيه انتقاد للقمع الذي يحصل في ليبيا. وقال أوغلو أنه يحاول إجراء اتصالات مع وزير الدولة الليبي للشؤون الخارجية، للتباحث معه، وإلى جانب ذلك أصدرت المنظمة بيانا اليوم عن ليبيا أدانت فيه بشدة استخدام العنف والفتك وسفك الدماء. واعتبر أوغلو أن ما يجري في ليبيا من قمع وترويع هو في الحقيقة كارثة إنسانية تتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية، ودعا السلطات الليبية إلى الوقف الفوري لأعمال العنف. وفي أول رد فعل عربي على ما يجري في ليبيا، قال مصدر مسؤول في الخارجية القطرية إن قطر تتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في ليبيا، خصوصا ما تردد من أنباء عن استخدام السلطات الليبية للطيران والأسلحة النارية في مواجهة المدنيين. وأكد المصدر أن قطر في الوقت الذي تعبر فيه عن الحزن والأسى لسقوط ضحايا، فإنها تعبر عن إدانتها واستيائها لاستخدام القوة، وتطالب السلطات الليبية بالتوقف عن ذلك والعمل على حقن الدماء. وفي رد فعل عربي آخر أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن قلقه البالغ إزاء الأحداث الجارية في الجماهيرية الليبية، وطالب بحقن الدماء ووقف كافة أعمال العنف، متوجها بالعزاء للشعب الليبي في “الشهداء الأبرار”. وأكد أن مطالب الشعوب العربية في الإصلاح والتطوير والتغيير أمر مشروع، وأنه لا مجال للتخوين ولا داعي لإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة. وأشار إلى أن أبناء الوطن العربي لسانهم واحد، وأنه أمر منطقي أن يستلهموا تجارب بعضهم بعضا. من جهة أخرى قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية الثلاثاء أن الشعب الليبي “يتعرض لإبادة” من قبل النظام ودعا إلى “وقفة” عربية وإسلامية وعالمية عاجلة لنصرة هذا الشعب. وشجب العطية في بيان نشرته وكالات الإنباء الخليجية “بشدة أعمال العنف التي يرتكبها النظام الليبي حاليا ضد أبناء الشعب الليبي العزل” معتبرا أنها أعمال “تفتقر إلى ابسط القيم الإنسانية وتتنافى مع الكرامة وحقوق الإنسان”، ودعا العطية إلى “وقفة عربية وإسلامية ودولية عاجلة لمناصرة الشعب الليبي الذي يتعرض لعملية إبادة حقيقية”. وناشد الأمين العام لمجلس التعاون المجتمع الدولي “إدانة تلك الأعمال المرفوضة جملة وتفصيلا من اجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال بلورة موقف يضع حدا لمثل هذه الانتهاكات البشعة”.