تزين الدكتورة سمر السقاف مدير عام القسم الطبي في الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن مكتبها بلوحة تضمن 80 اتفاقية مع جامعات ومدارس ومراكز أبحاث طبية تستقبل الطلاب الأطباء السعوديين حديثي التخرج والباحثين عن الزمالات الطبية وآخرين أتو لتطوير مهاراتهم، وفي زوايا أخرى خطابات من أسر أمريكية وأساتذة يتساءلون عن هؤلاء الطلاب والأخلاق التي يتمتعون بها والتي انعكست عليهم وأعطتهم صورة حقيقية عن واقع ديننا ومجتمعنا بعيدا عن الأدلجة. تضع الدكتورة سمر يدها على لوحة أسماء المراكز الطبية بفرح وتترك تعابير السعادة أن تتصرف في تعابير وجهها، تتحسس لوحة المراكز الطبية الرائدة وتؤكد بفخر أنها أصبحت كل عام تقول «هل من مزيد من هؤلاء الطلاب»، على الرغم من محدودية المقاعد الطبية في الولاياتالمتحدة. يدرس في أمريكا اليوم ألف طبيب سعودي معظمهم متفوقون ويحصدون المراكز الأولى وتتوقع السقاف أن يرتفع العدد منتصف العام مع فتح برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إلى 1500 طبيب. تعترف السقاف أن الطبيعي أن يعمل الإنسان بشكل جيد في أي موقع، ولكن الاستثناء برأيها هي إدارة الملحق الثقافي السعودي الدكتور محمد العيسى للملحقية هو ما دفعهم إلى التميز على حد قولها ، وبلوغ الاتفاقات الطبية رقما كبيرا قياسا بملحقيات الدول الأخرى، وتقديم تسهيلات حقيقية لطلاب الطب وتقديمهم في كل شيء. تصر السقاف على تسمية المرحلة الحالية في التعاطي مع الأطباء السعوديين في ظل إدارة العيسى بأنها «تاريخية»، ومنعطف مهم يبني قاعدة قوية لمستقبل وجود الطبيب السعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويعزز احترام مهنيته واحترافه ومكانته بين من يعملون في هذا المجال عالميا. ليس في القسم الطبي فحسب، بل في باقي تفاصيل الملحقية تجد عملا حقيقيا لكل القياديين والموظفين، تتألم عندما تتذكر شيوخ المناصب الذين نصادفهم في بلادنا نتمنى عليهم أن يقفوا لدقائق كي يتعلموا أن من يعمل ليس من أجل كرسيه الفخم والسيارة والسائق والوجاهة الاجتماعية بل من أجل خدمة المواطن والناس أجمعين إذا كانوا الفئة المستهدفة من الخدمة. ما يدفعني إلى الكتابة بأمانة وبعيدا عن مخالفة الحقائق هي تجربة الملحقية في اليومين الماضيين مع الطلاب الدارسين على حسابهم الخاص من جهة وطلاب البعثة المقبلين من المملكة من جهة أخرى، فبحسب الطالبين محمد المصيلحي ووائل العمودي فإن الملحقية استقبلتهما ومئات الطلاب في المطار وحملتهم إلى فندق وضعت فيه أسعار مختلفة مراعاة لظروف الطلاب ووزعت استمارات فتح الملفات في غرفهم وطلبت جمعها وإعادتها في اليوم التالي إلى مقر سكنهم دون أن تكلفهم عناء الحركة والتورط في خسائر مادية. أعلم جيدا بل ومؤمن بحق أن من يقدم عملا جيدا في موقع حكومي هذا أمر طبيعي وليست الصحافة مطالبة بالحديث عنه ولكن بصدق الوضع مختلف والطلاب هناك يجدون معاملة إنسانية راقية أولا، وإدارية مختلفة تجبر من يراها أن يقول «شكرا لكم .. فخور بأنني سعودي». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة