أكد خبراء آثار عالميون أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قطعت شوطا مهما في حماية وتأهيل منطقة الدرعية التاريخية، وأن خططها في تنفيذ هذا المشروع تسير في الاتجاه الصحيح وفق الخطة الموجودة في ملف الدرعية في قائمة التراث العالمي. وشددوا في تصريحات على هامش ورشة عمل نظمتها أخيرا، في الرياض، الهيئة تحت عنوان «حفظ وحماية وتأهيل حي طريف في الدرعية التاريخية» على أن العمل في موقع الدرعية التاريخية يتم بخطوات مدروسة ووفق البرنامج الزمني الموضوع، مشيرين إلى أن حجم العمل والمقومات المتوافرة في الموقع غير متوافرة للكثير من مواقع التراث العالمي. وأبدوا إعجابهم بالدرعية وجدة التاريخية، ووصفوها بأنها مدينة زاخرة بالعمارة التقليدية المميزة وبالآثار المهمة. وأوضح الدكتور زكي أصلان مدير برنامج الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة العربية في المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية (أيكروم)، أن الهدف الأساسي من ورشة العمل التي أتت بمبادرة من الهيئة العامة للسياحة والآثار، هو متابعة تنفيذ أعمال الخطة الموجودة في ملف الدرعية في التراث العالمي، لافتا إلى أن هذه الورشة تأتي حرصا من الهيئة على متابعة أعمال الحفاظ والترميم والإدارة في موقع الدرعية بشكل يتناسب مع المعايير والمواصفات الدولية، بعد أن عقدت ورشة مماثلة الأسبوع الماضي خصصت لموقع جدة التاريخي الذي سيتم التصويت على ملف ضمه لقائمة التراث العالمي صيف هذا العام. وأضاف «أن الهيئة تبذل جهدا ممتازا في هذا المجال، وقد دعت الجهات الاستشارية لاتفاقية التراث العالمي، مثل (أيكروم) و(أيكموس) للوقوف على العمل في المشروع، والتقينا بالمسؤولين في الهيئة والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض التي تباشر جميع أعمال التطوير، وتقدم جهدا مميزا في إدارة المشروع، وقد وجدنا أن هناك دراسات تخطيطية ممتازة تعنى بشكل كبير بموقع الدرعية والمدينة المحيطة، مثل القوانين التي تم وضعها والخاصة بارتفاعات المباني وألوانها واستعمالاتها، وأيضا في مجال استغلال وادي حنيفة كمنطقة طبيعية». وأضاف أصلان «حقيقة يجب أن نشهد أن هذا العمل ممتاز، وموقع الدرعية التاريخي ليس فقط موقعا سياحيا، وإنما له رسالة وطنية ومعنوية يجب إيصالها لمن يزور الموقع ولمن يسكن في المنطقة والمملكة عموما». وتطرق أصلان إلى مدينة جدة التاريخية، وقال إنه تم عقد ورشة عمل هناك، وتم تقديم المشورة لمسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار ومسؤولي الجهات الحكومية التي تباشر العمل في المنطقة التاريخية بشأن ملف جدة التاريخية لعرضه على لجنة التراث العالمي في اليونسكو، بهدف إدراجه في قائمة التراث العالمي، ودعونا إلى إدخال آليات وإجراءات معينة من شأنها أن تدعم ملف الترشيح. ووصف مدينة جدة التاريخية بأنها مدينة زاخرة بالعمارة التقليدية المميزة، وتعد بوابة للبيت الحرام ومكة المكرمة، كما أنها تزخر بعمارة مميزة وعناصر معمارية ونسيج عمراني مميز، مشيرا إلى وجود طبقات أثرية موجودة في مدينة جدة القديمة وما حولها، وهي مهمة جدا. من جانبه، قال الدكتور ميشيل كوت عضو المجلس الدولي لخبراء الآثار (أيكموس)، إن عمل الهيئة العامة للسياحة والآثار مع الخبراء الدوليين والمنظمات الدولية المعنية بالآثار مهم جدا، وبخاصة بعد انضمام مدينة الدرعية التاريخية إلى قائمة التراث العالمي. وأعرب الخبير العالمي عن اعتقاده بأنه عند اكتمال مشروع تطوير الدرعية، وانضمام مدينة جدة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي، إضافة إلى موقع مدائن صالح، ستكون المجموعة الأولى من المواقع السعودية.