يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام مشاركات نسائية كبيرة ومتميزة، حيث أكدت عدد من المثقفات أن المرأة السعودية استطاعت أن تضع بصمتها على الساحة الأدبية العربية، ويشهد الحراك الثقافي السعودي إثبات النفس للنساء، ولذلك طالبت المثقفات في أحاديثهن ل «عكاظ» بأن يكون حضورهن للمعرض أكبر مما كان عليه في الأعوام السابقة، واعتبرت بعضهن أن المرأة غابت عن المعرض بإنتاجها الثقافي والفكري. إلى ذلك فإن المثقفات اعتبرن أن المعرض يشكل منعطفا مهما في الحراك الثقافي، وشهد تطورا عن الأعوام السابقة، ويعد الأول عربيا بشهادة الباحثين والمثقفين، مع بعض انتقادهن للبرنامج الثقافي المصاحب، معتبرنه لا يتواكب مع الأحداث العربية والعالمية الجديدة، ويميل إلى البيروقراطية، ولا يوجد مرونة في أطروحاته، ولا يمثل ما تعيشه الثقافة الحالية. ومع ما طرحنه من انتقادات حول البرنامج الثقافي فإن المثقفات يرين أنه أفضل من العام الماضي. أوضحت رئيسة تحرير كل الوطن الإلكترونية هداية درويش أن المشاركات النسائية شكلت حضورا وتواجدا «إلا أن هذا الخضم لم يكن كافيا بالقدر الذي نطمح إليه، فهناك أديبات وروائيات سعوديات استطعن أن يضعن بصمتهن بقوة على الساحة الأدبية العربية لسن متواجدات في نشاطات المعرض في الأعوام السابقة، لذا أملنا أن يكون حضورهن أقوى هذا العام». من جانبها، أكدت القاصة والكاتبة أسماء العبودي أن سنوات المعرض الماضية كانت زاخرة بالإصدارات النسائية، مشيرة إلى أن الحراك الثقافي السعودي يشهد إثبات النساء لأنفسهن، متوقعة أن يشهد هذا العام احتفاء بمشاركة المرأة في المعرض، لكنها ترى نقصا لمشاركتها الكتابة الفكرية، فتركيزها على الروايات ودواوين الشعر. أما الإعلامية والشاعرة هدى الدغفق فاشتكت من عدم وجود موازنة بين مشاركة المثقفة والمثقف في المعرض، وترى أن المرأة غابت بإنتاجها الثقافي والفكري، وأن جل مشاركتها في إدارة الأمسيات والندوات. وأكدت الكاتبة والإعلامية حليمة مظفر أن المعرض نافذة مهمة للباحثين والدارسين للحصول على الكتب النادرة، وتظاهرة ثقافية ينتظرها الجميع، حيث يوفر عليهم عناء السفر والبحث، معبرة عن سعادتها بمشاركة أسماء مهمة لها تجربتها الثقافية. وبالعودة إلى هداية درويش، فإنها توضح أن المعرض يشكل منعطفا جديدا في الحراك الثقافي، بما تضمنه من نشاطات ثقافية وفكرية وفنية وشعرية، ليؤكد مكانته العربية والدولية، وانتقدت أن معارض الكتاب لعرض الكتب فقط، مؤكدة أنها عرس ثقافي يتضمن نشاطات متعددة، بمشاركة رواد الأدب والفكر والشعر والثقافة والفنون من مختلف أقطار العالم، معتبرة أن الكتاب كان سيد الموقف في المعرض العام الماضي، والحضور الكبير منذ افتتاحه صباحا وحتى إغلاقه ليلا يؤكد نجاح نشاطاته وبرامجه، متمنية أن يكون أكثر نجاحا هذا العام. أما فاطمة العبودي فأوضحت عند عودة الحديث لها، أن معرض هذا العام شهد تقدما ملحوظا عن العام الماضي، مشيرة إلى أن البرنامج الثقافي في معرض العام الماضي لم يهتم كثيرا بالقضايا العالمية، متمنية أن يحمل برنامج هذا العام شيئا جديدا تواكبا مع الأحداث والتطورات الحاصلة، وفي الوقت ذاته أكدت على فاعلية البرنامج والمشاركين فيه من المفكرين المحليين والعرب، مشيرة إلى أن ذلك يدعو إلى التفاؤل بالبرنامج بعد أن غيرت اللجنة الثقافية استراتيجيتها عن الأعوام السابقة وأصبحت أقرب إلى ما يهم الناس ويشغلهم. وطالبت العبودي أن يواكب المعرض المكانة التي وصل إليها، بعد إجماع عربي على أنه المعرض العربي الأول، بشهادة القائمين على البرامج الثقافية ودور النشر المشاركة، ودعت في الوقت ذته إلى الاهتمام أكثر بكتاب الطفل، لأن ما يوجد في كثير من المعارض هو الكتاب التجاري للطفل، وقيام المعرض بحملة وطنية للقراءة على مستوى الطفل والناشئة على غرار المشاريع القائمة في بعض الدول العربية، وإعداد برامج تناسب المرحلة العمرية، وربط ذلك بالتقنية والإنترنت. وعودة إلى هدى الدغفق، التي تؤكد أن البرنامج الثقافي مع ما فيه من نشاطات جيدة إلا أن منها لا يتواكب مع الانفتاح الذي نعيشه، حيث لا يوجد اهتمام بثقافة الشباب، ولا تسليط واضح على الإعلام الجديد، فلا يوجد تناول جدي للحراك الثقافي بحيث يتواكب مع الأحداث الحاصلة. وأوضحت أن المعرض به شيء من البيروقراطية، ولا يوجد في أطروحاته أية مرونة، فهو لا يمثل ما تعيشه الثقافة الحالية، وخاصة الجيل الجديد، مطالبة بتخفيف روابط الرقابة على الكتاب السعودي، مشيرة إلى أن المعرض ساحة للحوار يجب أن يتمتع بقدر كبير من الحرية، وأشادت في ذات الوقت بالمقهى الثقافي بما يحتويه من تنظيم ومشاركين.