علينا إقامة السراديق لتقبل العزاء في التدريب التقني والمهني (التعليم الفني سابقا) فهو في حالة احتضار لا يجد من يلقنه الشهادتين وقبلها لم يجد من يسعفه ويدخله العناية المركزة. وستكون نهاية هذا التعليم مع نهاية هذا العام من خلال إنفاذ قرار ضم الكليات التقنية لتعليم العالي. والترحم على هذا التعليم بدأت بالخطوات (التي رفعها المحافظ من خلال شعار تطوير التعليم الفني) وبسبب هذا الشعار تم إغلاق الثانويات التجارية والتي كانت تؤهل خريجيها للانخراط إلى سوق العمل مباشرة وبعدها تم إلغاء الثانويات الصناعية (المعهد الصناعي) والذي كان يخرج فنيين في شتى المجالات.. فمعهد جدة الصناعي مثلا كان يقبل 4000 متدرب في السنة وبعد تأهيلهم يتم دفعهم لسوق العمل، ومع إلغاء المعاهد الصناعية تم تحويلها إلى معاهد صناعية مهنية (شهاداتها لا ترقى إلى درجة الدبلوم)، وساح خريجو هذه المعاهد عاطلين بامتياز حيث لا يقبل بهم سوق العمل كونهم مجموعات متخرجة من غير تأهيل مما ضاعف نسبة البطالة بين هؤلاء الخريجين.. ولأن التخبط قائم في المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني انتقلت خطوة في تخبطها إلى ضرورة تحويل المعهد إلى كلية تقنية وكانت الدراسة فيها مثل كليات العالم فصلين دراسيين إلا أن شعار التطوير كان ملازما للمحافظ فتم استحداث نظام سمي بنظام (الثلثي) من أجل استيعاب خريجي الثانويات في هذه الكليات التقنية وهؤلاء يدرس نصفهم مجانا والنصف الآخر بمقابل عن طريق سكة الموازي (والله لا يربح شيطان من اخترع التعليم الموازي الذي تحول إلى جباية مالية من غير فايدة ).. ونتيجة للتطوير العظيم الذي قامت به المؤسسة العامة للتعليم الفني من خلال النظام (الثلثي) تم تقليص المنهج إلى الربع تقريبا وألغيت الاختبارات وأصبح هناك تقويم مستمر وبسبب المدة الزمنية القصيرة لايتم إنهاء المناهج (والتقويم قائم على التوصيات ومشي حالك يا راجل صناعية أيه وتقنية أيه بلا هم بلا وجع راس).. ولأننا نصيح صباح مساء منادين بأهمية خلق مهن حرفية بسيطة أو متوسطة كل هذا لم يتحقق بسبب تردي خطوات المؤسسة العامة من خلال المنتج لهذه الأيدي.. وإذا انتقلنا إلى الكلية التقنية (قسم البكالوريوس الموازي) سنجد معاناة الطلاب هناك لا تقف بدءا بالتكاليف الباهظة التي يدفعها الطالب مقابل الدراسة هذه التكاليف التي نفى المحافظ دخولها إلى خزينة المؤسسة وقال إن تلك المبالغ تصرف على صيانة المعامل والورش .. كيف هذا؟ أليست المؤسسة العامة للتعليم الفني قطاعا حكوميا.؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فأين تذهب ميزانية المؤسسة إذا هي لا تقدر على صيانة معاملها وورشها.؟ كما أن طلاب هذه الكلية اشتكوا من تدني مسميات شهادتهم، واجتمعوا بعميد الكلية الذي قال لهم: إن شهادتكم تعادل الشهادات الجامعية الأخرى وفق خطاب صادر من مجلس الشورى ينص على ذلك ولكن هذا على الورق فقط فشهادة الكلية (قسم البكالوريوس الموازي) غير معترف بها في وزارة الخدمة المدنية كمهندس وكذلك في كثير من الشركات فهي لا تعادل شهادة المهندس المتخرج من الجامعة، وبمعنى آخر لو أن خريج الكلية التقنية انتسب لأي قطاع عسكري فإن رتبته تكون ملازم فني مع أقدمية سنة أما المهندس المتخرج من الجامعه لو انضم للعسكرية فسوف تكون رتبته ملازم أول مهندس! وقس على ذلك في بقية القطاعات الحكومية والخاصة. فما هو رأي المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في هذه الأوضاع؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة