إن من متطلبات هذا العصر النظر إلى واقعنا بكل شفافية وصدق وأمانة، فحاجتنا إلى النقد بنفس رغبتنا إلى البناء، فكل من استرعاه الله لحمل مسؤولية يستوعب جيدا أنه يحمل بين جنباته ما سوف يحاسب عليه، وإني أعلم تمام العلم بأني أكتب إلى رجل ينصت لكل الأصوات لأنه مؤمن بأحقية كل إنسان في أن يشارك بصوته ورأيه وقلمه من أجل المصلحة العامة وبناء الوطن، رجل يؤمن بأن تحقيق الغاية الناجحة هي مسؤولية الجماعة، وأن التناسبية بين القرار ونوع التنفيذ من أهم شروط نجاح العملية التطويرية. أكتب إلى رجل يعلم الجميع بمدى أفق خلفيته العلمية والثقافية والتربوية، وانطلاقا من إيماني في قدرتكم يا سمو الوزير على تلمس مكامن الخلل في أي مكان ولأي شخص يقع داخل منظومة التربية والتعليم، أكتب لكم من هذا المنبر فلعل صوتي يصل إليكم من منظور مختلف نابع من حبي لوطني ومن أجل أجيالنا وبغض النظر عمن سيرضى أو يغضب وجدت أن القلم بمعونة العقل والضمير وحب الخير قد يقلب موازين المعادلة لصالح الإعلام التربوي، لذا سأفسح المجال لنفسي بأن أكتب هذه السلسة من المقالات بصفتي مديرة لوحدة الإعلام التربوي في محافظة جدة، حيث إنني مديرة لوحدة الإعلام التربوي منذ أربعة عشر عاما أي قبل إنشاء الوحدة رسميا بثلاث سنوات ومنذ ذلك الوقت وحتى تاريخه ونحن نبعث في كل عام خططا وبرامج وصعوبات ومقترحات للجهة المعنية عدا المراسلات الدورية والمهاتفات ولكن مع الأسف لا حياة لمن تنادي فلا الصوت يصل ولا خطابات ترد وعندما نتصل يتم تحويلنا من فلان إلى فلانة ومع تغير القيادات كنا نؤمل أنفسنا ونقول لعل وعسى نجد من يسمعنا ولكن لا صدى يسمع لأصواتنا، فأقصى ما كانت الوحدة تطلبه هو التواصل وسماع صوتنا لمصلحة العمل، فلا الأهداف واضحة الملامح، ولا الجهود موحدة فكل يوم أكتشف بأن عالم الإعلام التربوي عالم أهدافه مبعثرة وهيكلته مشتتة وجهوده ضائعة، وبالتأكيد عندما قررت الوزارة إنشاء هذه الوحدة على مستوى محافظات ومناطق المملكة كانت تعرف تمام المعرفة بأن للإعلام التربوي مهمات جسيمة وليس فقط مجرد رؤى ورسالة وأهداف تكتب ولكنه واقع يمارس ويفعل في الميادين التعليمية التربوية، والحقيقة تقول بأن الإعلام التربوي كوظيفة لها أسسها وواجباتها ومهامها لم تظهر كما ينبغي لأسباب متنوعة، وسموكم يدرك مدى أهمية الهيكلة وتوصيف العمل وتحديد الكوادر في تحسين الأداء ورفع كفاءة الأداء وإزالة القيود التي تحد من الإنتاجية وتعوق حركة التفاعل الطبيعي بين المتغيرات المرتبطة بالإدارة في المساعدة على استقراء الواقع الفعلي للأداء وتوضح طبيعة الممارسة الفعلية للخطط والبرامج مما يساهم في تبسيط مجمل أنظمة العمل وأساليب تنفيذها ويكفل تكيفها مع الوضع الراهن ومراعاتها لعوامل المرونة والعدل والتحفيز وخلق آلية عمل متجددة متطورة تركز على مؤشرات الأداء وتكفل «التنسيق المتكامل» بين مخرجات المؤسسات التعليمية والقطاعات المختلفة، ونستكمل السلسلة في المقال المقبل بإذن الله.