تواجه ليبيا مستقبلا مجهولا في ظل احتدام الصراع بين النظام الليبي والمتظاهرين، وفي هذا الإطار, قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس إن الزعيم الليبي معمر القذافي يجب أن «يرحل الآن» لأنه فقد الشرعية للبقاء في الحكم كما جاء في بيان للبيت الأبيض. هذا، وأكد سيف الإسلام القذافي ابن الزعيم الليبي معمر القذافي أن الأمور «في طريقها إلى الهدوء» في ليبيا. وقال «إن أمورنا في طريقها إلى الهدوء» مضيفا «ليس من مصلحتنا أن نحرق بلادنا ونقاتل بعضنا البعض والذين يربحون في هذه الحالة هم الموجودون في أوروبا وأمريكا في إشارة إلى المعارضين الليبيين في الخارج بشكل خاص. ونفى حصول مجازر أو قيام الطائرات العسكرية الليبية بقصف التظاهرات الاحتجاجية. وقال «إن 80 في المائة من الذين ماتوا، ماتوا أثناء محاولتهم اقتحام مناطق عسكرية». وعلى المستوى الدولي، يجتمع مجلس الأمن الدولي لليوم الثاني على التوالي لفرض عقوبات حازمة على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي لوقف القمع الدامي للتظاهرات التي تشهدها البلاد. وبدأت الدول الأعضاء ال15 مشاوراتها لدراسة مشروع قرار وضعه الغربيون يحذر القذافي من ملاحقته أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وينص مشروع القرار على مجموعة عقوبات منها حظر بيع الأسلحة لليبيا ومنع العقيد القذافي والمقربين منه من السفر وتجميد أرصدته. إلى ذلك، أفادت صحيفة قورينا أمس أن وزير العدل السابق مصطفى محمد عبدالجليل قاد تشكيل حكومة مؤقتة مقرها مدينة بنغازي. ونسبت قورينا في نسختها على الإنترنت إليه القول إن معمر القذافي وحده يتحمل المسؤولية عن كل الجرائم التي وقعت في ليبيا وأن قبيلته (القذاذفة) جرى الصفح عنها. ونسبت قورينا إليه القول في اتصال هاتفي إنه أصر على وحدة أراضي البلاد وأن ليبيا حرة وعاصمتها طرابلس. وفي الوقت الذي سيطرت فيه المعارضة المسلحة على المنطقة الشرقية حيث توجد مواقع نفطية، وبدأت تقيم إدارة جديدة، استمع ليل البارحة الأولى مجددا إلى إطلاق نار في بعض أحياء طرابلس. وقال أحد السكان في اتصال هاتفي معه صباح أمس «قطع التيار الكهربائي (مساء الجمعة) ولم يستأنف من حينها» مضيفا «أصبنا بالرعب وظننا أنهم يعدون لهجوم». لكن في أحياء أخرى من العاصمة لم ينقطع تيار الكهرباء وساد الهدوء، على ما أفاد مراسلون صحافيون. وأغلقت الفنادق الفخمة في العاصمة أبوابها أو أجلت موظفيها. وبلغ سعر الدولار الواحد في السوق السوداء دينارين ليبيين (مقابل 1.3 قبل عشرة أيام). وعلى بعد ألف كلم إلى الشرق تواصل المعارضة تنظيم صفوفها وتسعى لتحرير طرابلس. وقال عبد الحفيظ غوقة المتحدث باسم «تحالف ثورة 17 فبراير (شباط)» : «نحن ننسق عمل لجان المدن المحررة وفي مصراته. وننتظر أن تحسم طرابلس الأمر مع نظام القذافي وأبنائه، ثم سنبدأ العمل على تشكيل حكومة انتقالية».