لم تكن الأفراح عادية، فعودة الملك لأرض الوطن بعد رحلة العلاج ألهبت البهجة في النفوس، ولم تكن الفرحة غريبة على وطن عود ولاة أمره أبنائه على الحب والعطاء فاحتفل الطفل وانتشى الكبير ورفعت النسوة أصواتهن بالزغاريد ابتهاجا بعودة الأب الذي طال انتظاره. ركض الطفل الذي لم يتجاوز حلمه حقيبته وفصله المدرسي، وإن تجاوز فإن أسمى ما يتمناه ركض خلف المستديرة، إلا أن عودة عبدالله حولت الفكر وغيرت بوصلة الفرح ليحمل على صدره وسام حب القائد ويعلق عليه صورة الأب الحنون فامتزجت أصوات بالنشيد الوطني بتغريد العصافير. وخلف جدران المنازل، كان الفرح يعيش عودة ملك الإنسانية الذي اشتاقت الأبصار لرؤية محياه وشمس الابتسامة تشع منه فكانت أعينهم مشدوهة نحو شاشات التلفزة ينتظرون أن تطأ أقدام الأب أرض الوطن فابتهل الجميع لله حمدا أن رد الله الوالد لأرضه وأبنائه سالما معافى. وفي الشوارع كان للغبطة مكانها فامتزجت أغنيات الترحيب بصوت الموج في الغرب والشرق، وداعب صوت العرضة الشمال والجنوب، وعاد النبض ليعيش في العاصمة القلب، فهتف الشباب مرحبين وبالأعلام محيين فكسوا مركباتهم بصورة الأب ورفرفت من النوافذ أعلام التوحيد فكان طعم الاحتفال لذيذا مغريا حتى الصباح. وعاش المعوقون الفرحة دون تكلف أو بهرجة، كانت أفراحهم عفوية لا بذخ فيها إلا للحب لملك القلوب الذي طالما داعبهم وأغدق عليهم بالحنان فكانوا شغله الشاغل، وتصريح وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين خير دليل على أنهم على قمة اهتمامات الملك الإنسان يقول الدكتور العثيمين «طالبني خادم الحرمين الشريفين بأن تستحوذ فئات الفقراء والمحتاجين والأيتام والمعوقين والمطلقات والأرامل ونحوهم كافة الاهتمام والحرص والمتابعة». نظرة الأبوة لفئة المعوقين انعكست على استقبالهم له، فقد قدم لهم تسهيلات وميزات ساوتهم ببقية أفراد المجتمع من بينها مبادراته الشخصية بتقديم الدعم المادي لمراكز الجمعية ومشروعاتها الخدمية، تبنيه مشروع وقف الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز في مكةالمكرمة ودعمه بالنصيب الأكبر من قيمة الوقف، رعايته حفل افتتاح مركز الجمعية في جدة وموافقته على إطلاق اسمه على المركز. وإصدار توجيهاته لجامعات المملكة لتعضيد مسعى الجمعية في توطين الوظائف التخصصية التأهيلية التي تعاني ندرة عالميا، إضافة لمساندته ودعمه لصدور مشروع النظام الوطني لرعاية المعوقين في المملكة، اهتمام ودعم مقامه لقضية الإعاقة واحتياجات المعوقين، وتجسيده القدوة في ذلك، مضاعفة الإعانة السنوية الحكومية المقدمة للمشمولين بالضمان الاجتماعي، منح المعوقين الأولوية في قروض بنوك التسليف وفي منح الأراضي، تخصيص نسبة من وحدات الإسكان الخيري للمعوقين، احتساب توظيف المعوق بما يعادل توظيف أربعة سعوديين عند تطبيق نسبة السعودة، إنشاء مستشفى تخصصي للأطفال؛ وتسهيل قبول المعوقين في الجامعات.